السبت، 12 نوفمبر 2011

الديكتاتوروالحبة الزرقاء

الديكتاتوروالحبة الزرقاء

محمود الجسري

يقسم العرب الى ثلاث فئات: 

1- العرب البائده و هم الأمم التي كانت تتحدث اللغه العربيه و لكنها تفرقت أو هلكت وانتهت و منهم عاد
 و ثمود وعملاق و حضرموت و غيرهم.
2- العرب العاربه و هم بنو قحطان ويقال إنهم عاصروا أواخر العرب البائده 
3- العرب المستعربه و هم أولاد إسماعيل عليه السلام حيث يقال أن لغة سيدنا إبراهيم عليه السلام هي السريانيه و قد تعلم سيدنا إسماعيل العربيه بعد إختلاطه بالعرب العاربه وهذه الفئه من العرب يطلق عليهم بنو عدنان

تناقلت القصص القديمة إحدى الأساطير التي حدثت في قبائل طسم و جديس وهم قبيلتان من العرب البائده وقد سيطرت وحكمت قبيلة طسم على جديس و كانوا يزيدون عليهم الذل والمهانه مع مرور الوقت حتى وصل الأمربأحد زعماء طسم و يدعى عمليق وقد أراد أن يزيد في الذل على جديس فأمر أن لا يقوم عرس و تزف بكر من جديس حتى تساق اليه أولا فيختلي بها حتى يصيب العار جميع القوم.

دام الظلم و طال الفقروالذل و العار فقراء القوم ثم انتقل الى أسيادهم وأغنيائهم الذين ظنوا أنهم معصومون في بداية الأمرو لم يعتبروا أو يفكروا أن الدور قادم عليهم لامحالة. و بعد أن ساد الظلام واليأس واشتدت المحنة قام الجميع و قتلوا الحاكم الظالم عمليق وأعوانه وأوقفوا الظلم الذي سادهم و أذل فقيرهم و غنيهم.
طبعا قد تعود هذه الأسطوره الى ما بين 4000 الى 5000 سنه و مرت الأيام و توالى الكثير من امثال عمليق على الأمم العربيه وتجاوزنا عام 2000 و كان معظم الشعوب العربيه مجبرين أو مثل من يغط في سبات عميق بعد عملية تخدير لا يعي ما حوله و زاد ظلم الطغاة درجة فوق درجة بدون أن ندري أن كثير من العرب اقتربوا منأن يصبحوا مثل جديس.

لفت نظري مقال في موقع العربيه القسم الطبي أنه من المنتظر أن يتم تسويق عقار "الفياغرا" أو "الحبة الزرقاء" في تونس بشكل قانوني خلال الأيام القليلة القادمة بعد منعه لسنوات في الأسواق التونسية والصيدليات بشكل خاص في عهد الرئيس التونسي المخلوع بن علي. و أن قرار الحظر يعود بشكل مباشر للرئيس العجوزالمخلوع وقد كتب أحد المعلقين ساخرا "لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية".
لم اجد أي تبرير لم قد يسمح هذا الديكتاتور الكهل من أتباع عمليق لنفسه بهذا الدواء و يمنعه عن شعبه و طبعا هناك الكثير مثل هذا من القرارات الديكتاتوريه الجائره  منه و من بقية عماليق العرب التي أقترح جمعها ووضعها في كتيب أو كتاب ليكون عبرة للأجيال القادمة أو مصدر فكاهة و سخريه لهم عن ما صمت عنه أجدادهم بداية من منع بن علي للحبة الزرقاء عن الشعب و سماح حسني للأمن بقتل الناس ضربا في  الشارع و إطعام شعبه خبزا ممزوجا بالرمل والحصى و منع القذافي تدريس أي مواد سياسيه في الجامعات و حرمانه لشعبه من الكثير من الحقوق و ذله و قتله واتهامه لهم بحبوب الهلوسه و من ثم يأتي صالح و إفقار اليمنيين و تجهيلهم قدر الإمكان و أخيرا النظام السوري برئيسه بشار و قائمة طويله جدا من الممنوعات تشمل منع اي زواج او عرس بدون موافقة أمنيه وهذا ما قد يجعلعمليق يضحك أو يغار منهم في قبره.


طبعا تم الغاء عدة موافقات أمنيه لعدم الحاجة إليها بعد إختصارها بالقتل لمن يصرخ بكلمة حريه.
ومن المفارقات المضحكة المبكية ان الأمن الزائف أمسك بأحد المتظاهرين الصارخين بكلمة "حريه" و بعد ضربه و تكسيره سأله الضابط المسؤول لم تصرخ بكلمة حريه أيها الحقير؟ فأجاب المواطن الأسير: سيدي لأنها الكلمة الثانيه من شعار حزب البعث الذي تربينا عليه!
يقصد طبعا (وحدة - حريه - اشتراكيه) و التي لم يتحقق منها شئ طوال اكثر من 40 عاما و بما أن النظام يحارب "حريه" بكل شراسه و قوة فهذا معناه انه قد حارب بقية الكلمات في الشعار و سعى لعدم تحقيقها و الدليل هو عدم تحققها خلال كل هذا الزمن و هذا أفضل رد للبعثيين و القوميين الذين ما زال عندهم ذرة أمل في هذا النظام.

يا هل ترى لو تم جمع جميع الممنوعات والقوانين التي وضعها المستبدين الحاليين وأسقطنا عليها ما فعله حكام طسم بجديس فهل يكون العرب المعاصرين أحسن حظا ممن عاشوا و هلكوا منذ ألاف السنين؟ وهل في هذا دروس لنا؟
الحمد و الشكر لله على اليقظة أو الصحوة والثورات العربيه الحره وأرجو أن نبقى أحرارا ولا ندعم أو نسمح بظهور أي مستبد جديد في أي مكان حول العالم لتنعم الأجيال القادمه من أولادنا و أحفادنا بحرية كاملة و حقيقيه.






مصدر الخبر الطبي :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق