الأحد، 10 يناير 2021

تقنية وأشرار (5) - الهيمنة التقنية والخصوصية وملحقاتها.

 يجري الأن جدل كبير حول تطبيقات المراسلة والمنافسة بينها وبحسب مشاركتي في مجموعة تقنية تحوي ما يقارب 200 تقني في مختلف تخصصات المعلوماتية جرى نقاش لعدة ساعات وانتهى بتصويت سأشارك نتائجه لاحقا في هذا المقال. تبع ذلك عدة نقاشات مع مجموعة أصدقاء وقد طلب مني أحد الأصدقاء تلخيص الموضوع لتعم الفائدة ونساعد الأخرين في اتخاذ القرار المناسب. 

ترددت كثيرا قبل وضع هذا المقال ضمن سلسلة تقنية وأشرار ولكن بما أن الموضوع تقني والهيمنة لها علاقة قوية بالسلطة المطلقة على شي ما والسلطة المطلقة ارتبطت عبر التاريخ بالمفسدة المطلقة كل هذا جعلني ألخص الموضوع وأضعه ضمن هذه السلسلة ربما للعلاقات التي ذكرتها أو لاستشراف شخصي للمستقبل التقني إن وصل التحكم في عدة منصات لسلطة واحدة مطلقة. 

في خلاصة سريعة بسطرين بدأ الموضوع بتغيير منصة الواتساب لتفاصيل الخصوصية وشروط جديدة تتطلب الموافقة أو سيتم المنع من استخدام التطبيق وتبعها بسرعة تغريدة من إيلون ماسك باستخدام منصة سيغنال مما أدى لنزوح جماعي من واتساب لسيغنال وغيره ونشرت عدة صحف ومواقع هذه الأخبار منها الجزيرة وغيرها. 

أعود للنقاط التي تم سردها أونقاشها في تلك المجموعة التقنية:

- تم مشاركة مقارنة بين ميزات 12 تطبيق على الأقل (مرفق رابط في أخر المقال #1) وتم التركيز على بعض هذه المزايا أو العيوب. 

- اقترح البعض تطبيقات "واير" و"ثريما"  لقوة التشفير التي بها لكن لم تكن قوة التشفير من متطلبات المجموعة الرئيسية والخصوصية ليست هي النقطة الوحيدة للقرار لعدة أعضاء.

- أكثر من نصف تطبيقات المراسلة تستخدم خوادم في أمريكا باستثناء تليغرام في الإمارات مع إدارة روسية وتطبيق Threema في سويسرا إضافة لتطبيق BiP في تركيا.

- نقاط المعلومات للمستخدمين التي يحصل عليها الفيسبوك عند إضافة معلومات الواتس  ستزداد بشكل كبير بينما استخدام تطبيق بديل لن يعطي كل تلك القوة أو المعلومات لنفس الشركة عن نفس الشخص  (مرفق رابط به صورة توضح ذلك أيضا #2) 

- تم التذكير بمقولة "عندما لا تدفع نقودا لمنتج ما فأنت المنتج."

- تم التذكير بأن الأهل والأصدقاء يستمعون لنصائح للتقنيين المحترفين وبالتالي من الواجب على القدوة أن يبحث عن الأفضل وينصح به. 

- بالنسبة للكثير تم استبعاد منتجات سيرفراتها في بلاد عربية لانتشار الاستبداد وعدم احترام الخصوصية وكانت الأولوية في ما يتعلق بالخصوصية للدول الأوروبية مثل سويسرا وألمانيا والدول الاسكندنافية.

- قوة الفيس والواتس وسيطرتهم على عدة وسائط يجعلهم في موقع هيمنة عالية بحيث إذا لم يعجبهم تصرفات أحد الأشخاص على منصة فإنه يتم فصله من كل المنصات التي يملكوها والأن هو الوقت المناسب لاتخاذ قرار أو على الأقل نقاشه وعمل الخطوات اللازمة.

- لماذا لا يسعى الناس لعمل موازنات بين هذه التطبيقات مثلما يحصل في التصويت لحكومة ما بحيث يبقى هناك حزب معارض لدرء السيطرة المطلقة وهل من الحكمة أن تضع كل البيض في سلة واحدة؟

- أكد البعض على قوة واتس وأنه يجب الالتزام به لأنه الأشهر والأقوى والجميع يستخدمه وأن كل التطبيقات قد تشارك وتبيع بياناتنا وهذا ما يساهم في تطويرها وتم الرد أيضا أن استخدام منافسين يساهم أيضا في المنافسة والتطوير بشكل مختلف وربما بشكل أكبر وكلهم مجبر في قوانين الدول الديمقراطية أن يعلنوا عن قوانين الخصوصية.

📊استمرت فترة التصويت ل 24 ساعة وفي ما يلي النتائج التي وصلنا إليها:





السؤال التالي هو ما الذي يجب عمله الأن؟ 

من البديهي أن نقل كل شيء وكل الأشخاص هو عملية صعبة وفعلها بعشوائية قد يسبب انقسامات كثيرة وارتباك لذلك كان الاقتراح هو أن يتم ذلك تدريجيا وليس بالضرورة أن يتم بسرعة.
تم إنشاء مجموعة على تطبيق سيغنال وستكون مبدئيا مجموعة احتياطية للتجمع وعندما يزيد العدد بها عن 50% من عدد أعضاء مجموعة الواتس الحالية سيتم تفعيلها ووضع مجموعة الواتس كمجموعة ثانوية احتياطية حتى ينتقل بقية الأعضاء كليا للمنصة الجديدة.

هذا سيعطي وقتا كافيا للجميع للتجهيز والنقل التدريجي وقد يستمر هذا الموضوع لفترة طويلة ولكن أصبح لدينا على الأقل خطة بديلة وخيار بديل يمكن استخدامه عند جاهزيته الكاملة.

---------------------------

مراجع وروابط متعلقة: 

1- مقارنة بين أشهر منصات الرسائل: 

https://inteltechniques.com/messaging.html

2- مقارنة بين نقاط البيانات التي يتم تجميعها عبر عدة تطبيقات مراسلة:

https://9to5mac-com.cdn.ampproject.org/c/s/9to5mac.com/2021/01/04/app-privacy-labels-messaging-apps/amp/

3- مقالة من فوربس:

https://www.forbes.com/sites/zakdoffman/2021/01/09/stop-using-whatsapp-after-facebook-apple-imessage-and-signal-privacy-backlash/?sh=36c2cfd16cf5


هناك تعليقان (2):

  1. أعتقد أن خوادم تلجرام ليست في الإمارات لأنها على أمازون في أكثر من موقع
    لكن الفريق التقني والمالك مستقرون في دبي

    ردحذف
    الردود
    1. نعم يوجد منها في الخارج والإدارة والمبرمجين في الداخل. يوجد أيضا من يقول أنه باقي لهم اتصالات مع الكرملن حتى لو تم إظهار خلاف ذلك في العلن.

      حذف