الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

الحرب الأمريكية American War – خلاصة رواية

انتشرت خلال 17-2018 الرواية التخيلية الديستوبية "الحرب الأمريكية" و كانت من الأعمال الملحوظة التي ترشحت لعدة جوائز في أمريكا و كندا إضافة لكمّ من التصويتات و التعليقات على موقع القراءة الشهير Goodreads.
يتخيل عمر العقاد - كاتب كندي- في روايته أنه في عام 2075 ستزيد تغيرات البيئة حول العالم  و سينشأ نزاع كبير حول استخدام النفط و أنواع الوقود القديمة  بين الولايات الأمريكية الشمالية و الجنوبية.  هذا النزاع يتطور لحرب أهلية يقتل خلالها اكثر من مئة مليون شخص. 
بطلة القصة هي شابة كانت تعيش مع عائلتها  في منطقة متوسطة بين الولايات المتنازعة. يقتل والدها خلال تفجير للشماليين في منطقة الجنوب و تضطر للانتقال مع والدتها و أخوها و أختها للعيش في مخيم للاجئين و تنتقل في هذا المخيم من طفولتها إلى شبابها و تبدأ بالتعرف على العالم الذي حولها و بناء أفكار معينة.
يتغير العالم سياسيا و جغرافيا و بيئيا في ذلك الوقت حيث تصبح القوى العظمى هي الصين وامبراطورية البوعزيزي التي نشأت بعد نجاح خامس موجة من الثورات على مجموعة الحكام الفاسدين المستبدين و أعوانهم ثم توحدت تلك الدويلات و أصبحت - حسب خيال الكاتب - قوى عظمى في ذلك الوقت. 
تختفي أيضا مدن تحت مياه البحار و تصبح مدن غيرها غير صالحة للعيش فوق سطح الأرض و تبنى مدن تحت الأرض.
خلال إقامتها في المخيم تتعرف على شخص أمريكي من المقاومة و له علاقات  بشخص شرقي من دول خارجية تساعد جميع الحركات الثورية و المقاومة و تدعم هذه الدول الطرفين في النزاع الأمريكي لإطالة فترة الحرب و إضعاف الطرفين لأكبر قدر ممكن و ذلك للحفاظ على مكانتها كدول عظمى لا يوجد لها منافسين. 
تستمر الحياة في ذلك المخيم حتى تهاجم بعض الكتائب الجنوبية قافلة عسكرية شمالية فتتدخل بعض كتائب الشمال و تدمر المخيم و تقتل جميع من فيه باستثناء قلة قليلة. 
تنجح بطلة الرواية في إنقاذ أختها و تقتل والدتها و يصاب أخاها إصابة فادحة. 
ينتقل من بقي من الأسرة إلى مكان أمن في الجنوب و تحصل ،من بعض التعويضات، على بيت مجاور لنهر للعيش فيه. تكبر رغبة الانتقام لدى بطلة القصة و ينمي هذه الرغبة صديقها الأمريكي في المخيم و يدعمها صديقه الشرقي كذلك فتصبح قناصة تذهب في حملات قنص فردية و تتغيب عدة أيام لتعود منتصرة في كل مرة. 
في إحدى حملات قنصها و بعد تخطيط و معلومات تستطيع قتل أكبر قائد عسكري في الشمال و تسبب هذه الحادثة زلزالا في الشمال لدرجة أن الجيش يتدخل و يجمع ألاف الجنوبيين بشكل عشوائي و يرحلهم لمعتقلات جماعية بعضها توجد في جزر و مناطق منعزلة حيث يتم تعذيبهم و استجوابهم. 
تمضي بطلة القصة أكثر من سبع سنوات في إحدى هذه المعتقلات و تخرج بقايا إنسان محطمة من جلسات التعذيب التي كان أشدها ما يقوم به أمريكي شمالي حاقد على جميع الأمريكيين الجنوبيين مثلها.
بعد فترة من محاولة استرجاع نفسها تستطيع إحدى فرق المقاومة الجنوبية مساعدتها في تحقيق انتقامها من ذلك الشخص الذي عذبها و لكن ذلك الانتقام كان أشبه بمن يشرب من ماء البحر المالح و يزداد عطشا.
في نهايات الحرب كاد الجنوب ينهزم وهنا تدخل ذلك الصديق الشرقي و عرض عليها سلاحا بيولوجيا جديدا سيفتك بالملايين إن قبلت ان تضحي بنفسها لتناوله و إدخاله للشمال و هذا ما حصل بعد أن تركت جميع مذكراتها لابن أخيها. 
في الرواية تفاصيل كثيرة لا يتسع المجال لذكرها و لكنها تنطبق على كثير من الدول و الأمم  وأثبت التاريخ أنه يتغير بشكل مستمر فالقوي قد  يصبح ضعيفا و الضعيف قد يصبح قويا و كما قال أبو البقاء الرندي من مئات السنين: "هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ …. مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ"
ما يبقى هو ما يسجله التاريخ من أفعال سواء على مستوى الأفراد أو الدول.