الاثنين، 12 سبتمبر 2011

لوبي او تكتل


أ. ب. لوبي  او تكتل

محمود الجسري

حضرت مؤخرا اجتماعا للتصويت على اختيار اعضاء لمجلس ما وقد استفدت بعدة فوائد احببت مشاركتها و جمعها
بحيث تكون نواة يضاف عليها و تحدث لاحقا بالمزيد من التفاصيل ان احتاج الأمر.

يوجد مصطلح في اللغه الانجليزية يقال للمرشحين في انتخابات ما او من يبحثون عن وظائف أو يريدون اقناع الغير
 بفكرة او منتج و هو "How to sell yourself"
و المعنى الحرفي له هو ان تبيع نفسك و المعنى المقصود منه كيف تبيع مهاراتك و علمك و خبرتك وتحصل على
 الوظيفه او تفوز بأصوات الجمهور وقناعتهم للحصول على مقعد.

وبما ان الموضوع فيه بيع و شراء و اخذ ورد حسب اللغه فمن الممكن ان يحصل قليل او كثير من الغبن او حتى يتم الغش سواء بالمواراة و عدم قول الحقيقه او التحايل على الاصوات و المتاجره بها عن طريق عمل تكتلات سواء المسموح بها او لا حسب القوانين و اللوائح الخاصة بكل هيئه و قد يكون بعض المرشحين شديد الهمة بالعمل ذكيا مخلصا ولكنه ليس قويا بالخطاب و البلاغة و قد يكون العكس فيكون المرشح ماهرا بالكلام  بحيث يغطي على البقيه و قد قال عليه الصلاة و السلام إن من البيان لسحرا و هذا طبيعي من ما خلق الخالق فينا من صفات بعضها اقوى من بعض و ما عمل كل شخص على تطويره في نفسه عبر السنين.

لقد كانت جلسة الانتخاب الأخيره درسا جيدا جدا بالنسبة لي و قد تعلمت الكثير و اشعر وقد اكون مخطئا ان الأعضاء الذين صوتوا بدون معرفة المعلومات التي سأذكرها هنا من الممكن يكون حصل معهم نوع من الغبن او نوع من نقص المعلومه و كان يجب تعريفهم بمزايا و عيوب طرق التصويت و التعريف بدقة ووضوح اكبر قبل متابعة التصويت.

كلمة lobby تعني تجمع او تكتل للتأثير على التصويت لمرشح على منصب معين و بالنسبة للتكتلات او التجمعات
 فهي انواع فمنها ما هو التكتل على المستوى الفردي حيث  أن كل مرشح يسعى بتعريف نفسه سواء لأفراد
 او مجموعات و معرفة توجههم ورغباتهم و صياغة اهدافه بما يناسبهم و استمالتهم بشتى الواسئل المتاحه المباحه
و هذا برأيي الشخصي النوع الشريف النزيه من التجميع و الاستماله "اللوبينغ"  الذي لا يورث في العادة اي تبعات
 او مورثات  في المجلس او الهيئه بشكل عام.

النوع الثاني هو تجمع مرشحين و عمل لوبي لتبادل الاصوات و الترشيحات بشكل جماعي يعني مثلا فلان من المرشحين يعد الاخر انه سيعطي الاخر 6 اصوات مقابل 6 و يتم اخذ مواثيق او وعود و غيره و بالتالي كل منهم يطلب من مرشحيه المقربين المضمونين ان يصوتوا له و لعدد معين من الاشخاص الذين تم التنسيق معهم مسبقا.
هذا النوع من التجمعات عليه عدد من الملاحظات و هي

1- أنه  يشوش على الاصوات المستقله الجديده و يطغى عليها وقد يأنفوا ان يقوموا بمطالبة من معهم من مؤيدين على التصويت لشخص  بطريقة عمياء لمجرد انهم وعدوه بمبادلة الاصوات.
2-  يعطي الأولويه للفريق السابق لأنهم عملوا مع بعضهم وكونوا صداقات طويله او مصالح مشتركه سواء داخلية او خارجيه و عندهم معرفة سابقه بأصوات بعضهم و قوتها ايضا على حساب المرشحين الجدد و هذا أيضا يظمن لهم الفوز بالمقاعد الأولى التي قد تحوي مزايا اعلى من المقاعد التي تليها.
3-   هذه الطريقة ايضا تطغى على موضوع ديمقراطيه الجماهير وتجعل المرشحين يعملوا لكسب اصوات بعضهم البعض بدل العمل الفعلي لكسب صوت الشعب و تحقيق اهداف الاشخاص المصوتين لأن السعي وراء 10 اصوات مثلا و كسبها في جلسة واحده  مع شخصين على فنجان قهوة اسهل كثيرا من التفاعل مع اعداد كبيره من الاعضاء الذين قد يصوتوا و قد لا يصوتوا.
4- قد ينكث احدهم بوعده و يحصل خيانه بعدم التصويت لاستبعاد شخص او تخفيف مرتبته و هنا سيحصل ضغينه و حقد بين الأعضاء و هذا أخر ما يريده أي شخص غيور على المصلحة العامه في أي هيئة.
إضافة لما سبق رأيي الشخصي انه غالبا ما يتم عمل هذه التحالفات و التكتلات في ما يطلق عليه اسم بيًت بلًيل
 او حيك في الخفاء او اللعب وراء الكواليس و ما شابهها من مصطلحات فلم لا نحرص ان نكون تحت الشمس
 و نحيك أمام الملأ بما اننا لا نعمل عيبا ونلعب امام الكواليس و ليس خلفها.
 وايضا تفضيلي الشخصي ان لا يتم تبادل الأصوات كأوراق الشده او لعبة المونوبولي اذا اردنا ابراز الوجه الحضاري
 في الهيئه للجميع.

يمكن التحكم بهذه الامور عن طريق طلب التصويت لعدد محدد من الاشخاص فقط  بحيث يكون هذا العدد اقل من
 نصف المرشحين للقياده و هذا سيحدد هذه المشكلة بشكل كبير. و كمثال للتوضيح اذا كان المرشحين ثمانيه فيطلب
 من كل عضو ان يصوت لثلاثة فقط لا اقل حتى يتم تشجيع مرشح الشخص الواحد لأن يبحث عن اثنين إضافيين
 مؤهلين للمنصب و لا اكثر حتى لا يسمح لتكتلات كبيره  و هذا سيحد من المشاكل التي تم ذكرها بشكل كبير
 و سيعطي فرص اكبر لجميع الشرائح.  

وقد يحصل أشكال إضافية من التكتلات و سأبحث في الموضوع و سيتم التحديث هنا إن وجدت إضافات مفيده لكل
من يبحث في هذا الأمر. 

و اعتقد انه يجب على اي شخص منسق و محكم او لجنة تنسيقيه الابتعاد عن الانضمام او تشجيع اي تكتل فوق اخر من
 باب النزاهة وأن يكونواعلى حياد تام و لا بدخلو في موضوع اللوبينغ المباح للأعضاء الذي قد يضعهم في موقع شبهة
 او يسبب ضغائن. 

 نقطة التصويت و تحديده بعدد معين كنصف عدد المرشحين المطلوبين او اقل  امر قد يغيب عن كثير من الاعضاء كما
 غاب عني في البدايه ويجب شرحه   بتفصيل  عند اجراء انتخابات تتطلب هذه الطريقه من التصويت.
و النقطة الاخيره هي ان هذه الامور قد تعود بالضرر على المجلس ان لم يتم تداركها و يتم تغطيتها بلوائح واضحه تبين القوانين و اسبابها و الحكمة منها و ما هو المسموح و الممنوع من اشكال التكتل و الاستماله.



بعد نقاش مع بعض المهتمين اصر احدهم ان النوع الثاني هو تأمر و ليس تكتل و ننتظر المزيد من الأراء

عندما يبدأ الفساد بحسن النيه

عندما يبدأ الفساد بحسن النيه

محمود الجسري

كم شهد التاريخ من مواقف مدمره بدأت بفعل عن حسن نيه الفاعل ثم حاد عن الصواب ووقع في المحظور وبرر موقفه ب الغايه تبرر الوسيله خاصة اذا كانت الهدف نبيلا؟
على سبيل المثال لا الحصر كم من المعارك تمت باسم توحيد الصف و الكلمة ثم مات نتيجتها المئات و الالوف و هدمت ملوكا و طوائف و كان القصد منها توحيد الرايه و جمع الرماح و توحيدها في حزمة وكانت النتيجه انها كسرت بعضها البعض و تمت الفرقه بنية الوحدة.
 و كم ملك او رئيس عبر العصور القديمة و الحديثه تولى الملك على عجل بطريقة غير قانونيه باسم ضم الصفوف و توحيد الكلمة و الرأي وقد يكون الذي تولى الأمر ليس اهلا له او حتى قد يكون فاجرا و يقود امته و شعبه الى هلاك و لكن السلطه اغرته و عرش الملك  قد اغواه  و جعله يتصرف بأمور خطيره عليه و على الاف او ملايين البشر بطريقة غير واضحه تشوبها الشهوة و يعكرها اقناعه لنفسه او اقناع الغير له بأ ن كل ما يتم القصد فيه الاصلاح حتى و لو تم من خلاله الحياد عن الشرائع و القوانين لفتره بسيطه كاستثناء ثم العوده لجادة الصواب بعد تمام الامر و استكماله و لكن في الغالب يكون من بدأ و استخدم هذه الطريقة قد استمرأها و اعجب بها و قد يستمر بها بعد اقناع نفسه ان هذا كله لسبب وجيه و هدف نبيل سامي و بعض سوء الفعل بحسن النيه مبرر للغاية العظمى و الهدف الاعلى.
و تكون الطامة الكبرى عندما يحصل هذا من قبل الشخص المؤتمن الذي غالبا لن يعود الأمر عليه بنفع كبير و لكنه اتبع هواه و سقط في الخطأ الذي يكون كالرمال المتحركه كلما حاول الحركة فيه اكثر كلما غاص و علق بشكل اكبر.

يذكر التاريخ  تناحر و تقاتل اثنان و عشرون من الملوك و امراء المؤمنين فترة ملوك طوائف الأندلس و إتباع بعضهم مبدأ الغايه تبرر الوسيله حتى قبل ولادة ميكافيللي و في الأصل كان البعض منهم يهدف لتوحيد الرايه و لم الشمل حتى لو حصل ضروره الاستعانه بجيوش الطامعين من الامارات المجاوره فالأمر مبرر و الأصل حسن النيه و لكنه عاد بالضرر و الفونسو السادس كان المستفيد الأكبر و الفرقه في ذلك الوقت سببت حرقة في قلوب الناس حتى يومنا هذا.

و على ذكر ميكافيليي احب ان اذكر ان المنطق العام المقبول لدي في موضوع اتباع مبدأ  الغايه تبرر الوسيله انه يكون مباحا عندما تكون الغايه و الوسيله شريفتان فإن كانت الغايه شريفة و الوسيله محرمة فقد تكون جريمه و ان كانت الغاية محرمة و الوسيله شريفة فقد تكون جريمة اكبر و عذر اقبح من ذنب.

عندما تخطئ الحكومات في الدول المتقدمه يتم نشر الخطأ في الصحف و من الممكن بإسم حرية الوصول للمعلومات طلب تفاصيل اضافيه عن الخطأ لأنه من وجهة نظرهم عندما لا تخبر احدا الحقيقه التي يبحث عنها تكون قد سرقتها منه  و السرقة جريمه و كذلك الحال في معظم امورهم من تنظيم للانتخابات و غيرها حتى انه من شروط التجنس في هذه الدول معرفة كيف عمل الحكومه و القوانين  و التصويت بدقه و هذا يمكن اعتباره كتعليم للوسيلة التي ستوصلهم للغايه المنشوده  و عندما يكون لشعب او حتى طلاب في فصل صغير هدف و غايه و لا يعلمهم المدرس المسؤول الوسيلة المثلى للوصول لهذه الغايه فمن يعتبر المقصر؟

في الختام اذكر نفسي و القارئ الكريم انه يجب توخي الحرص في البعد عن استخدام اي باطل حتى لو كانت الغايه
هي الوصول الى حق لأن الأولى استخدام الحق في الوصول الى الحق و إن الباطل كان زهوقا.

الخميس، 8 سبتمبر 2011

عن مصادر الشرعيه

عن مصادر الشرعيه
محمود الجسري

لكل مجموعة من البشر قوانين بداية من الاسره والقوانين و الاعراف المتبعه في المنزل الى الحي فالمدينه ككل و من ثم تأتي الدولة والقوانين الدوليه و يوجد ايضا قوانين دينيه لكل دين و قوانين فيزيائه تحكم الحركه وغيرها و هناك ايضا القوانين الكونيه التي جعلهاخالق الكون مسارا لترتيب و تسيير حركة الكون ككل.

القوانين التي تم وضعها من قبل الناس توجب ان يوجد لكل قانون مصدر تشريع واذا كان القانون متوافقا مع الفطرة السليمة والرأي العام فنادرا ما يتم السؤال عن مصدر هذا القانون او البحث في شرعيته و محاولة تغييره و مع مرور الأيام وتقادم الزمن يعتاد معظم الناس على تنفيذ هذا القانون لمجرد العاده و يتقدم الوقت و يحصل الكثير من المتغيرات من العديد من النواحي الاجتماعيه و الثقافيه والعلميه و غيرها و يبقى القانون كما هو و قد يكون قد حاد عن مسار الفطره السليمة أو الرأي العام و أصبح عرفا او عادة يتمسك بها الكثير بدون معرفة اصولها و سببها.

عرف المفكر الاجتماعي والاقتصادي ماكس ويبر ثلاثة من مصادر التشريع الإنسانيه هي:

- السلطة الكاريزميه و تعتمد على "كاريزما" الزعيم او قوة شخصيته وتأثيره على مرافقيه و شعبه
- التقاليد المتبعه حيث يتقبل الناس ما مشى عليه ابائهم و اجدادهم و المجتمع من تقاليد و عادات عبر وقت
 و زمن طويل و قد يصدر عن هذه النظام الملكي و غيره
- السلطة القانونيه العقلانيه التي تنبع من مفهوم التقبل الشعبي الواسع لقوانين و دستور متفق عليه و منها
 نشأت الديمقراطيه التمثيليه و غيرها

طبعا المصادر التي ذكرها المفكر في ذلك الوقت من اكثر من 100 سنه كانت تدل على تقبل و رضا من الجمهور او الشعب لمصادر التشريع و لكن لا اعرف ما رأي السيد ويبر الذي توفي من اكثر من 90 سنه عن رأيه في ما حصل في الجمهورية السوريه عام 2000 من تغيير للدستور في دقائق ووضع رئيس بدون الأخذ بالاعتبار اي من المصادر التي ذكرها ولكن هذا موضوع اخر.
ما ذكرته سابقا ذكرني بقصة القرود التي وضعت في قفص و تم تعليق موز في اعلى القفص و كلما حاول احدها الوصول للموز كان يتم رش الجميع بالماء البارد حتى درجت العادة ان لا يصعد احد للموز و عندما تم استبدال قرد بقرد خارجي منعه البقيه من الوصول للموز حتى بدون ماء و ضربوه و استمرتهذه العادة حتى بعد استبدال جميع القرود و بقيت القرود تمنع بعضها من الوصول للموز كعرف او عادة بدون ماء بارد او عقاب.
و من الملفت للنظر اننا نشاهد الان وضع مشابه جدا لهذا في سوريه مع عدم تشبيه المتظاهرين و المطالبين للحريه بالقرود لأنهم هم المتغير الجديدو نترك للشبيحه و الابواق والمحبي للضرب الحكم على نفسهم.

  اختم مقالي بأن الخالق عز و جل قد وهبنا عقولا حتى نعرف كيف نتعامل و نتغير مع ما يحصل حولنا و يجب علينا التوقف والتساؤل عندما لا يتوافق أي قانون وضعناه مع المنطق العاقل و الفطرة السليمه وأن نسأل من وضع هذا القانون، و لماذا وضع و هل تطبيقه يعطي نفس النفع و الفائدة التي حصلت حين تم وضعه؟ و اخيرا هل هذا القانون وضعه شخص او وافق عليه الاغلبيه و كان امرهم شورى بينهم؟