الخميس، 8 سبتمبر 2011

عن مصادر الشرعيه

عن مصادر الشرعيه
محمود الجسري

لكل مجموعة من البشر قوانين بداية من الاسره والقوانين و الاعراف المتبعه في المنزل الى الحي فالمدينه ككل و من ثم تأتي الدولة والقوانين الدوليه و يوجد ايضا قوانين دينيه لكل دين و قوانين فيزيائه تحكم الحركه وغيرها و هناك ايضا القوانين الكونيه التي جعلهاخالق الكون مسارا لترتيب و تسيير حركة الكون ككل.

القوانين التي تم وضعها من قبل الناس توجب ان يوجد لكل قانون مصدر تشريع واذا كان القانون متوافقا مع الفطرة السليمة والرأي العام فنادرا ما يتم السؤال عن مصدر هذا القانون او البحث في شرعيته و محاولة تغييره و مع مرور الأيام وتقادم الزمن يعتاد معظم الناس على تنفيذ هذا القانون لمجرد العاده و يتقدم الوقت و يحصل الكثير من المتغيرات من العديد من النواحي الاجتماعيه و الثقافيه والعلميه و غيرها و يبقى القانون كما هو و قد يكون قد حاد عن مسار الفطره السليمة أو الرأي العام و أصبح عرفا او عادة يتمسك بها الكثير بدون معرفة اصولها و سببها.

عرف المفكر الاجتماعي والاقتصادي ماكس ويبر ثلاثة من مصادر التشريع الإنسانيه هي:

- السلطة الكاريزميه و تعتمد على "كاريزما" الزعيم او قوة شخصيته وتأثيره على مرافقيه و شعبه
- التقاليد المتبعه حيث يتقبل الناس ما مشى عليه ابائهم و اجدادهم و المجتمع من تقاليد و عادات عبر وقت
 و زمن طويل و قد يصدر عن هذه النظام الملكي و غيره
- السلطة القانونيه العقلانيه التي تنبع من مفهوم التقبل الشعبي الواسع لقوانين و دستور متفق عليه و منها
 نشأت الديمقراطيه التمثيليه و غيرها

طبعا المصادر التي ذكرها المفكر في ذلك الوقت من اكثر من 100 سنه كانت تدل على تقبل و رضا من الجمهور او الشعب لمصادر التشريع و لكن لا اعرف ما رأي السيد ويبر الذي توفي من اكثر من 90 سنه عن رأيه في ما حصل في الجمهورية السوريه عام 2000 من تغيير للدستور في دقائق ووضع رئيس بدون الأخذ بالاعتبار اي من المصادر التي ذكرها ولكن هذا موضوع اخر.
ما ذكرته سابقا ذكرني بقصة القرود التي وضعت في قفص و تم تعليق موز في اعلى القفص و كلما حاول احدها الوصول للموز كان يتم رش الجميع بالماء البارد حتى درجت العادة ان لا يصعد احد للموز و عندما تم استبدال قرد بقرد خارجي منعه البقيه من الوصول للموز حتى بدون ماء و ضربوه و استمرتهذه العادة حتى بعد استبدال جميع القرود و بقيت القرود تمنع بعضها من الوصول للموز كعرف او عادة بدون ماء بارد او عقاب.
و من الملفت للنظر اننا نشاهد الان وضع مشابه جدا لهذا في سوريه مع عدم تشبيه المتظاهرين و المطالبين للحريه بالقرود لأنهم هم المتغير الجديدو نترك للشبيحه و الابواق والمحبي للضرب الحكم على نفسهم.

  اختم مقالي بأن الخالق عز و جل قد وهبنا عقولا حتى نعرف كيف نتعامل و نتغير مع ما يحصل حولنا و يجب علينا التوقف والتساؤل عندما لا يتوافق أي قانون وضعناه مع المنطق العاقل و الفطرة السليمه وأن نسأل من وضع هذا القانون، و لماذا وضع و هل تطبيقه يعطي نفس النفع و الفائدة التي حصلت حين تم وضعه؟ و اخيرا هل هذا القانون وضعه شخص او وافق عليه الاغلبيه و كان امرهم شورى بينهم؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق