الخميس، 1 أكتوبر 2015

دليل الحيران في إختيار أعضاء البرلمان


حان وقت الانتخابات وسألني صديق محتار كيف السبيل للاختيار؟

بداية أحب أن أنوه أن جميع ما ذكر أدناه ينطبق في حالات التصويت الفردي وعند انعدام وجود مجموعة صادقة وعمل جماعي سليم يشمل ويضمن مصالح جالية أو جاليات بكاملها وليس مجموعة أفراد لهم مصالح مادية خاصة. 

في ما يلي بعض النقاط التي يجب الإنتباه لها ومراعاتها ويليها طرق اختيار أو استبعاد للوصول إلى القرار الأفضل وللقارئ حرية الاختيار من النقاط أو إضافة من يناسبه. 

- أولا هل ستختار وتصوت لشخص تتعارض أجندة وأهداف حزبه مع مبادئك وقيمك فقط لإسقاط حزب أخر؟  بمعنى هل الغاية تبرر الوسيلة؟ 
أم أنك تختار أن تصوت للحزب الأقرب للعدل والأقل فسادا والأقرب لمبادئك فقط؟
 لاحظ إنه إذا كنت تصوت على أساس ديني أو مبدئي مثلا فمبدأ الغاية تبرر الوسيلة قد يتعارض مع دينك أو قيمك ومبادئك.
 يوجد شخص واحد يستطيع الإجابة عن السؤال أعلاه وهو أنت....

- هل ستصوت للحزب ككل أم للمرشح الفردي في منطقتك؟ وهل سيكون الخيار سهلا لو كان المرشح فاسد والحزب جيد أو المرشح صالح والحزب فاسد؟ 

-  يجب الإنتباه لموضوع أنه ليس بالضرورة أن يكون المرشح من نفس الجالية أو الدين أو الخلفية فربما ينطبق عليه كل ما ذكر أعلاه ويكون حزبه مخالفا لجميع ما تريده لك ولمستقبل أولادك في البلد ولن يستطيع بطبيعة الحال تغيير مبادئ حزبه وأفكاره من أجلك أنت.

- ليس بالضرورة أن تصوت ل أحد أكبر حزبين أو ثاني أكبر حزب (تم اللعب على هذه النقطة في إحدى الانتخابات الفيدرالية الكندية بحجة "التصويت الاستراتيجي الذكي") وهو ما اسميه لعب على الناس لتغيير ضمائرهم أو "التصويت الكيدي" وقد جعل بعض الناس تترك مبادئها لتصوت كيديا فقط. يمكن إضافة سياسة التخويف وسياسة القطيع لهذه النقطة أيضا.  

- هناك أيضا من لا يرغب بأي تصويت او مشاركة في عمليات انتخابية لعدة اسباب منها رفضه لطريقة التصويت او الأحزاب الطاغية بأعداد كبيرة أو حتى لأسباب دينية معينة ولكن يجب اعتبار ان التصويت قد يكون واجبا احيانا لكل هذه الفئات كطريقة لسد مفسدة أولاختيار الأصلح أو الأقل ضررا وفسادا أو عنصرية أو حتى لأسباب غيرها وهذا كله ندعه لصاحب القرار حسب مكانه وزمانه وعلمه وحاجته. 

أخيرا ينبغي الانتباه أن الحكم المطلق من نفس الحزب بنفس العقلية والمدرسة الفكرية الأيديولوجية على جميع طبقات الدولة(المستوى المحلي -  مستوى المقاطعة - المستوى الفيدرالي) قد يعطي قوة مطلقة لهذا الحزب بحسب وجود علاقات وروابط تعاطف قوية بين كل المستويات حتى لو اختلفت التسجيلات الرسمية وهذا قد يؤدي لفساد مطلق. فما أثبته التاريخ أن القوة المطلقة غالبا تؤدي للمزيد من الفساد. أضف إلى ذلك أن حكم أي حزب لفترة طويلة 10 او 12 سنة قد تؤدي لبعض الاستبداد أو زيادة الاستهتار والفساد لتراخي ذلك الحزب وسيطرة المصالح والعلاقات الخاصة بين أعضاءه وأحيانا بعض مظاهر الاستبداد وفرض بعض الأمور وهذا عادة يؤدي لردة فعل معاكسة من الشعب ويتم التصويت للحزب المعارض تماما للحزب الحاكم و ربما انهيار ذلك الحزب. 


بعد الانتباه لما ذكر أعلاه يمكن استخدام النقاط التالية للاختيار والمفاضلة:

- حدد الحزب أو المرشح الاقل فساداً.
- الحزب أو المرشح الذي اثبت صدق وتطوير مسبق للبلد.
- الحزب الذي يحوي عددا أكبر من المرشحين النزيهين. 
- حدد الحزب الأقرب للمجتمع والناس والأكثر تشاوراً معهم.
- الحزب الأقرب للمبادئ الانسانية المفيدة للجميع.
- اختر من لا يتعارض مع مبادئك قدر الإمكان. 
- الحزب أو المرشح الذي لديه أجندة لصالح جميع الأفراد وليس الشركات فقط. 
- استبعاد  الحزب المجرب الغير نافع ممن كان في الحكم قريبا بدون تميز أو إنجاز. 
- استبعاد  الواعد الكاذب أو الذي يدعوك لحفلاته وصوره بدون مشاركتك فعليا في عمليات اتخاذ القرار.
- استبعاد  المدعوم من قبل الحثالة والسيئين والفاسدين في المجتمع او المدعوم من مجموعات لها أجندات خاصة بها تتعارض مع ما تريده من خير لبلدك.
- حدد الأحزاب الحاكمة لكل مستوى( محلي - مقاطعة - الدولة)  ومدى مناسبة أهداف كل حزب لمستوى الحكم.
- استبعاد من له تاريخ معروف بتغيير أقواله وتبديلها. 
- استبعاد من معارضته ضعيفة ومهزوزة.
- استبعاد من له الشهرة الأكبر في الفساد والسرقة من أموال الدولة.
- استبعاد من له شهرة بسوء التعامل.
- استبعاد من يؤثر عليه الآخرين بكل سهولة.
- استبعاد من عنده برامج وأهداف تتعارض أكثر مع المبادئ والقيم العامة.
- استبعاد كل من يخلق عدوا يخوف به أهل بلده فكل مستبد يبدأ بهذا.
- استخدام الاستراتيجية والإحصاء الحقيقي وعدد المقاعد الفعلي في البرلمان الحالي ك أساس للتصويت الذكي أو الاستراتيجي وليس الإحصائيات الوهمية (بشرط عدم التعارض مع بقية النقاط والشروط).
- لا مانع من إختيار المرشحين الجدد فبهم قد يحصل تغيير حقيقي.
-التصويت يجب أن يتم بناء على قناعة الشخص بتفويض الجهة الأنسب لإدارة البلد وما هو الأفضل للكل وليس له فقط او لمجموعة من أبناء جاليته المستفيدين. (البحث عن مصالح شخصية في السياسة هو ما أودى بكثير من دول العالم للخراب والفساد)
-- ربما تكون أجندة الحزب موافقة للمرشح الذي سأصوت له في منطقني وربما يكون العكس (مثلا المرشح جيد ولكن الحزب ليس الأفضل أو الحزب جيد ولكن المرشح سيء في منطقتي) وفي هذه الحالة ربما الأفضل اللجوء لثاني أفضل خيار متاح. 

أقترح لكل شخص يبحث عن إجابة حقيقية أن يبحث ويحدد الأولويات ثم يقرر ما هو الحزب الذي يوافقه أكثر بعد قراءة كل نقطة إختيار تم ذكرها ثم يقارن إجاباته للوصول إلى جواب منطقي. وبالطبع يمكن إضافة المزيد من النقاط حسب الحاجة وما يستجد. 


في الختام أذكر بضرورة التصويت ونشر هذه الثقافة لأنها حق إنساني في التعبير عن الرأي ونشر الديمقراطية التي تؤدي لإيقاف الظلم ومطالبة بالأفضل للمجتمع والفرد. تذكر أن لكل انتخابات ردة فعل ونتائج وعدم مشاركتك بها سيجعلك خارج المعادلة (هل تشجع فريق رياضي ولاتدخل في تصويت سياسي يهم المجتمع؟). عدم التصويت لن يحفزك على الشكوى في حال الظلم وعدم التصويت هو إضاعة لصوتك (سكوت عن الحق) وجميع الأديان والقيم تطلب منك ان تغير للأفضل حسب قدرتك والتصويت هو من أفضل الطرق للتغير في المجتمعات المتقدمة التي لا يسودها الاستبداد.

محمود الجسري


--------------------------------------------------------------