السبت، 17 ديسمبر 2011

غريزة الصيد أو الدفاع الجماعي


خلال سنوات الطفولة والمراهقة كنا نلعب كرة القدم في حارتنا بحمص المنكوبة حاليا وفي بعض الأحيان بعد أن يتم تقسيم اللاعبين والفرق وتحديد مساحة الملعب والأهداف والبدء باللعب يأتي أحد الأولاد المتأخرين المتنمرين من نفس الحارة او الحارات المجاوره ويقف بنص الملعب - الشارع- صارخا بأعلى صوته بنبرة أمرة : بدي إلعب يا شباب.
هنا تتوقف المباراة ويمسك أحدهم الكرة في انتظار حل المشكلة ويجلس بعض الأولاد على حافة الطريق متفرجين وينقسم البقية بين دبلوماسيين أومتربصين لمعركه وتبدأ المناورات عندما يأتي أحدهم طالبا منه بلطف الخروج من الملعب وانتظار المباراه القادمة او خروج أحد اللاعبين ليتحول صراخه إلى جعير مختلط ببعض الشتائم ويؤكد أنه إما سيلعب الأن أو لن تتم اللعبه أبدا -يا بلعب يا بتخرب- وقد يقوم بلطم من طلب منه الخروج ليثبت قوته ويفرض سيطرته على الأخرين -يضبعهم- وعادة ما يكون من يقوم بهذا من المعروفين بعدوانيتهم وقوتهم وقد يكون معه واحد أو أكثر من أصدقائه لمناصرته ودعمه وغالبا هذا المعتدي لا يقترب إن شاهد واحدا اقوى منه في الملعب ويقوم بعمليته بعد نظرة وتفحص ثم يحسبها بعقله انه يستطيع كسر أكبر راس من اللعيبه ولكنه طبعا ودائما يحسبها بشكل فردي.


بعد نهاية المفاوضات الدبلوماسيه وعدم سماعه لنصائح وطلبات الأخرين ثم أمرهم له بالخروج يبدأ بقية المتربصين بالإقتراب وهنا يشعر المعتدي إن كان عاقلا أنه حسبها غلط  وبالتالي قد يطلق بعض الشتائم ثم يقوم بالانسحاب محاولا الإحتفاظ بهيبته. وفي الحالة الثانيه لا يعي ما يحصل ويتشبث بموقفه ومن ثم وبطريقة ما يبدأ أحد الشجعان بمشاكسة  المعتدي وهو يعرف أنه خاسر إن كان وحيدا ولكن في هذه اللحظات يسيطر الحس الجماعي بشكل لا إرادي على الجميع ربما هي غريزة الصيد أو الدفاع الجماعي الموجودة فطريا عند الإنسان منذ القدم وبمجرد ان تبدأ المعركه يقوم البقيه بالهجوم على المعتدي وأصدقائه وضربهم وإخراجهم غصبا  من ساحة اللعب مع بهدلة وفقدان هيبة  المعتدي ومساعديه حتى فتره طويله.


ذكرتني عناوين الأخبار الحاليه بهذه المواقف فها هو تصويت معظم الدول العربيه والغربيه ضد نظام القمع في سوريه وها هو السيد عبد الجليل يدعو الأسد للتنحي والرئيس المرزوقي يقترح لجوءه إلى روسيا وبعض الزعماء العرب يدعوه للجوء اليهم مع دعوات كثيره للتنحي وإعلامه أنه فقد الشرعيه والأهم من هذا كله الشعب السوري  بنفس الحس الجماعي الفطري يصرخ في جميع الشوارع والحارات بأن يرحل عنهم الدكتاتور الذي لا يعرف ما يجري ومن يقتل من حتى الأن ولسان حال النظام يقول إما أن ألعب أو أن تخرب. 


و لا يخفى عن عيون المتابعين والملاحظين اقتراب وتواجد سبعة جيوش على الأقل حول الحدود السوريه برا وبحرا ولا زالت الفرصه للإنسحاب متاحة حتى تاريخ نشر هذا المقال لكنها ليست مضمونه غدا او بعده.
العاقل من اتعظ بغيره والنهاية معروفة للجميع سواء كان طفلا يلعب الكره في الحارة أو سياسيا محنكا وستتسارع الأحداث في الأيام المقبلة وتكشف ما نريد ونتعجل معرفته ونسأل الخالق أن يحقن الدماء ويتقبل الشهداء وينتقم من جميع الظالمين.





السبت، 10 ديسمبر 2011

القمح و الزيوان

القمح و الزيوان


محمود الجسري


كنت مع مجموعة من الأصدقاء في مقهى عام نحتسي القهوة و نتبادل الحديث الذي كان يطغى عليه الطابع السياسي بطبيعة الحال حسب ما يجري في سورية و كلنا نحلل و نتسائل و ننظًر و نناقش و قد يعلو صوتنا أحيانا أو ينخفض حسب قوة الإندماج و الحماس.
و بينما نحن في أخذ و رد نلاحظ مقاطعة سيدة غير معروفة لنا بتحية أحدنا الذي بادلها التحية وبعض المجاملات العامه منها السؤال عنها و عن العائلة -وقد أخبرنا لاحقا أنه لا يعرفها - و بدا واضحا أنها تريد الدخول في الحديث معنا حول ما كنا فيه أو على الأقل تريد إلقاء مداخلة معينه و قد فعلت ما أرادت بسحب بعض التعليقات من سؤال بقية الأصدقاء عن الوضع هناك ثم اخبارنا بأنها قد ذهبت منذ فتره إلى سورية و زارت بعض المناطق و لم يكن الوضع سيئا جدا وأن علينا ان نذكر و نبقي في ذهننا المقولة القديمة التي نسمعها -  في سورية - بأن زيوان بلدي و لا قمح الغريب و أن الأفضل هو بقاء الوضع على ما هو عليه و إلا فالويل و الثبور و عظائم الأمور.


الزيوان وتحديدا الزيوان الأسمر لمن لا يعرف هو نبات ضار غير مرغوب به يشبه الحنطه و الشعير في الشكل و عادة ينبت بينهما ويزاحمهما و يعتبر من الشوائب عند فرز الحنطة او الشعير و حبوبه تسبب مرارة في الطعم عند طحنها مع القمح.


  بات واضحا لدينا أنها إما من الموالين للنظام القمعي في سوريا أو من الفئه التي لازالت تظن أن هذا نظام لازال فيه بقايا أمل و قد تفاجأ الجلوس بهذه النظرية و بادرها احدهم بالسؤال ان كانت قد فقدت أحدا من أقاربها أو معارفها  و كانت إجابتها بأن سألته من اي المدن هو؟ و بعد ان أجابها بأنه من حماه بدأت بالإنسحاب ثم الخروج من المقهى ملقية عبارة عنصرية.
 لم يتح لي ان أناقشها لأنني كنت متفرجا و مستمعا لمداخلات الأصدقاء معها و لم أجد التعليق المناسب في الوقت المناسب لكني سألت نفسي قبل كتابة هذه الأسطر لم قالت وركزت على مقولتها أن زيوان بلدنا ولا قمح الغريب؟  ألا يوجد في بلد بتاريخ عريق و حضارة قدم التاريخ مثل سوريا إلا الزيوان؟ ولم لا نقول أو نطالب بأن يكون قمح بلدنا بدل الزيوان الحالي؟ ثم ألا يعني هذا في قرارة نفسها و في عقلها الباطن أنها تعلم إنه حاليا عندنا زيوان و أنه قد استشرى و أهلك الأرض و طغى على بقية المحاصيل بسرقة مائها و غذائها من الأرض! وقد فاتني أيضا أن أسألها لم تركت زيوان البلد وتعيش في الغربه على قمح الغريب كما عبرت هي  و أتمنى أن تقرأ هذه الأسطر و تجيب بطريقة حضاريه عن جميع ما ذكرت.


 لقد وصل الحال بالشعب إلى ما وصل إليه و في كل مظاهره نسمع هتافات الموت ولا المذله تتردد بدون خوف ولا تردد وبكل جديه وصدق و مع ذلك فلنفرض جدلا أنه لا يوجد عندنا الا الزيوان و لا يوجد بديل إلا قمح الغريب فهل يا ترى فكرت هي و جميع الصامتين و المؤيدين لماذا هناك فئة كبيره من الناس قد تقبل بقمح الغريب و لا مرارة الزيوان الحالي؟ 
ألم يقبلوه فوق الأربعين سنه على أمل ان يزرع لهم قمحا؟ ألم يحتملوا فساد النظام و سرقته وانحلاله وظلمه لزمن طويل؟ فهل من العدل ان تستمر الأجيال القادمة بتناول نفس المر و شرب نفس العلقم؟ وماذا عن أفعال النظام خلال الشهور الماضيه من قتل و تهجير و خطف و سرقه وإشعال طائفي حتى يحمي نفسه و غيرها من الأفعال التي لا يتسع المقال لذكرها.
و للفئة الصامته أذكركم يا أخوتي و أخواتي بما قاله طرفة بن العبد  منذ قرون عديدة:


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة – على المرء من وقع الحسام المهند 


فصمتكم يا أحبابنا من جميع الطوائف هو ظلم ذوي القربى الذي نرجو له أن لا يطول لأن الأمور قد وضحت و قد ظهر الظلم و الظالم و المظلوم الذي حق له أن يدافع عن نفسه و يدفع الظلم حتى تعيش الأجيال القادمة بحرية.



السبت، 12 نوفمبر 2011

الديكتاتوروالحبة الزرقاء

الديكتاتوروالحبة الزرقاء

محمود الجسري

يقسم العرب الى ثلاث فئات: 

1- العرب البائده و هم الأمم التي كانت تتحدث اللغه العربيه و لكنها تفرقت أو هلكت وانتهت و منهم عاد
 و ثمود وعملاق و حضرموت و غيرهم.
2- العرب العاربه و هم بنو قحطان ويقال إنهم عاصروا أواخر العرب البائده 
3- العرب المستعربه و هم أولاد إسماعيل عليه السلام حيث يقال أن لغة سيدنا إبراهيم عليه السلام هي السريانيه و قد تعلم سيدنا إسماعيل العربيه بعد إختلاطه بالعرب العاربه وهذه الفئه من العرب يطلق عليهم بنو عدنان

تناقلت القصص القديمة إحدى الأساطير التي حدثت في قبائل طسم و جديس وهم قبيلتان من العرب البائده وقد سيطرت وحكمت قبيلة طسم على جديس و كانوا يزيدون عليهم الذل والمهانه مع مرور الوقت حتى وصل الأمربأحد زعماء طسم و يدعى عمليق وقد أراد أن يزيد في الذل على جديس فأمر أن لا يقوم عرس و تزف بكر من جديس حتى تساق اليه أولا فيختلي بها حتى يصيب العار جميع القوم.

دام الظلم و طال الفقروالذل و العار فقراء القوم ثم انتقل الى أسيادهم وأغنيائهم الذين ظنوا أنهم معصومون في بداية الأمرو لم يعتبروا أو يفكروا أن الدور قادم عليهم لامحالة. و بعد أن ساد الظلام واليأس واشتدت المحنة قام الجميع و قتلوا الحاكم الظالم عمليق وأعوانه وأوقفوا الظلم الذي سادهم و أذل فقيرهم و غنيهم.
طبعا قد تعود هذه الأسطوره الى ما بين 4000 الى 5000 سنه و مرت الأيام و توالى الكثير من امثال عمليق على الأمم العربيه وتجاوزنا عام 2000 و كان معظم الشعوب العربيه مجبرين أو مثل من يغط في سبات عميق بعد عملية تخدير لا يعي ما حوله و زاد ظلم الطغاة درجة فوق درجة بدون أن ندري أن كثير من العرب اقتربوا منأن يصبحوا مثل جديس.

لفت نظري مقال في موقع العربيه القسم الطبي أنه من المنتظر أن يتم تسويق عقار "الفياغرا" أو "الحبة الزرقاء" في تونس بشكل قانوني خلال الأيام القليلة القادمة بعد منعه لسنوات في الأسواق التونسية والصيدليات بشكل خاص في عهد الرئيس التونسي المخلوع بن علي. و أن قرار الحظر يعود بشكل مباشر للرئيس العجوزالمخلوع وقد كتب أحد المعلقين ساخرا "لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية".
لم اجد أي تبرير لم قد يسمح هذا الديكتاتور الكهل من أتباع عمليق لنفسه بهذا الدواء و يمنعه عن شعبه و طبعا هناك الكثير مثل هذا من القرارات الديكتاتوريه الجائره  منه و من بقية عماليق العرب التي أقترح جمعها ووضعها في كتيب أو كتاب ليكون عبرة للأجيال القادمة أو مصدر فكاهة و سخريه لهم عن ما صمت عنه أجدادهم بداية من منع بن علي للحبة الزرقاء عن الشعب و سماح حسني للأمن بقتل الناس ضربا في  الشارع و إطعام شعبه خبزا ممزوجا بالرمل والحصى و منع القذافي تدريس أي مواد سياسيه في الجامعات و حرمانه لشعبه من الكثير من الحقوق و ذله و قتله واتهامه لهم بحبوب الهلوسه و من ثم يأتي صالح و إفقار اليمنيين و تجهيلهم قدر الإمكان و أخيرا النظام السوري برئيسه بشار و قائمة طويله جدا من الممنوعات تشمل منع اي زواج او عرس بدون موافقة أمنيه وهذا ما قد يجعلعمليق يضحك أو يغار منهم في قبره.


طبعا تم الغاء عدة موافقات أمنيه لعدم الحاجة إليها بعد إختصارها بالقتل لمن يصرخ بكلمة حريه.
ومن المفارقات المضحكة المبكية ان الأمن الزائف أمسك بأحد المتظاهرين الصارخين بكلمة "حريه" و بعد ضربه و تكسيره سأله الضابط المسؤول لم تصرخ بكلمة حريه أيها الحقير؟ فأجاب المواطن الأسير: سيدي لأنها الكلمة الثانيه من شعار حزب البعث الذي تربينا عليه!
يقصد طبعا (وحدة - حريه - اشتراكيه) و التي لم يتحقق منها شئ طوال اكثر من 40 عاما و بما أن النظام يحارب "حريه" بكل شراسه و قوة فهذا معناه انه قد حارب بقية الكلمات في الشعار و سعى لعدم تحقيقها و الدليل هو عدم تحققها خلال كل هذا الزمن و هذا أفضل رد للبعثيين و القوميين الذين ما زال عندهم ذرة أمل في هذا النظام.

يا هل ترى لو تم جمع جميع الممنوعات والقوانين التي وضعها المستبدين الحاليين وأسقطنا عليها ما فعله حكام طسم بجديس فهل يكون العرب المعاصرين أحسن حظا ممن عاشوا و هلكوا منذ ألاف السنين؟ وهل في هذا دروس لنا؟
الحمد و الشكر لله على اليقظة أو الصحوة والثورات العربيه الحره وأرجو أن نبقى أحرارا ولا ندعم أو نسمح بظهور أي مستبد جديد في أي مكان حول العالم لتنعم الأجيال القادمه من أولادنا و أحفادنا بحرية كاملة و حقيقيه.






مصدر الخبر الطبي :

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

ملعب الحريه


لنتخيل أننا في مباراة عالميه مهمة جدا والملعب كأنه ساحة حرب والجمهور صوته يشق عنان السماء وبينما تحاول الوصول الى مقعدك لاحظت أن النصف المواجه لك من الملعب فيه شئ غريب فالجمهور في ذلك الجانب لا يتحرك وجميعهم صامتين ولا يوجد حتى من يلوح بيده ليشجع فريقا او يصرخ ضد الفريق المنافس فقط جلوس بجمود يتفرجون بدون اي مشاركه كأنهم يتابعون احدى المحاضرات المملة على شاشة التلفاز.

سيكون موقفا غريبا جدا ويثير القلق والتساؤل إن كان بهم مرض ما؟ أم هل أكلوا شيئا أثر عليهم؟ هل تم تنويمهم مغناطيسيا أم شاهدوا طبقا طائرا جعلهم مذهولين جامدين بدون حراك طوال فترة المباراه؟
لو نقلنا هذا التخيل الى واقعنا الحالي للاحظنا أن هذا النوع من الجمهور قد تواجد في جميع الثورات العربيه الأخيره وخاصة الثورة السوريه وهذه ظاهره غريبه قل ان تحدث في السابق حسب معرفتي المتواضعه وأطرح سؤالا للتفكيرهنا بدون إجابة وهو كيف يمكن معالجة هذا الجمهور مما ألمً به؟
من الممكن ان نحلل الأسباب لمحاولة معرفة الجواب إذا كان هناك سبب واضح جلي. هل هو استمرار الخوف لديهم بعد أن  كسربعض المقهورين هذا الحاجز ؟ هل هي مصالح معينه؟ او انتظار لمعرفة من الفريق المنتصر ثم تشجيعه في اخر اللحظات؟أم غير هذا وذاك؟ وهل هذا ما روى التاريخ عن أبائنا وأجدادنا وعن مناقبهم في مناصرة المظلوم واستبسالهم في الأخذ على يد الظالم قبل تماديه وغيه؟
هل وقف حاتم الطائي متفرجا على ضيوفه؟ وهل مقولة الطالبين للحرية الأن تختلف عما قاله عنترة منذ مئات السنين:

لا تسقني ماء الحياة بذلة     بل فاسقني بالعز كأس الحنظل 

لقد اشاد المؤرخ الإغريقي هيرودوتس بحب العرب للحريه وحفاظهم عليها ومقاومتهم لأي ذل منذ القرن الخامس قبل الميلاد ولا ننسى يوم ذي قار حين انتصر العرب على الفرس لرفضهم الذل والمهانه والأمثلة والقصص كثيره جدا في كتب الأولين.

من الممكن ان نأخذ المثال السابق ايضا ونطبقه بطريقة مختلفه كأن تدخل الى الملعب السابق وترى جميع الجمهور مهللا صارخا والجميع يؤشر بيديه وبيارقه وراياته بدون اي استثتاء ولكن تصرع حين تشاهد فريقا واحدا فقط في أرض الملعب لا منافس له والجمهور بأجمعه يشجع هذا الفريق فقط كما هو حال الحزب الواحد الأوحد الذي قتل منافسيه وجلس في الساحة او وسط الملعب وترهل وأجبر الجمهور على الهتاف له لإرضاء نرجسيته وغروره بدون ان يدرك أن هذا لن يدوم طويلا وإن دام فالجمهور المشجع له سيتحول الى أكبر كاره له مع الزمن وأن الفريق الواحد او الحزب الواحد لا يفي بما يريده الشعب ولن يفته إن كان به بعض الذكاء أن استئجار لاعبين وتشكيل فرق وهميه للعب معها لن يمر على الجمهور ولن تنطلي الحيلة عليهم وردة الفعل ستكون أعظم وأقوى ان تم كشفه وهذا ليس بالأمر العسير وعندها سيمتلئ الملعب بأحذية الجماهير والقوارير الفارغه وكل ما تصل اليه أيديهم ثم سينزلوا جميعا للوسط بما فيهم الجزء الذي كان صامتا متفرجا.

وهذا نفسه ينطبق على الجميع حتى أحزاب المعارضه المختلفة فيجب وجود اكثر من حزب معارض ولكنها جميعا يجب ان تتفق على الوقوف ضد الظلم والظالم ومن الصحي والطبيعي ان تختلف في امور ثانيه ولكن تحديد الأولويه في ايقاف الظلم هو مطلب أساسي وأهمية عظمى للجميع.
 وعلينا التفكير في الإزدواجية التي تحصل في بعض مواقف احزاب المعارضه في طلبها من بقية الاحزاب والفرق ان ينظموا الى حزب واحد  فأحد اسباب إجتماع المعارضه في الأصل هو لمحاربة قمع الحزب الواحد الذي لو سمح بوجود أحزاب مختلفة عنه لتم حفظ الألاف من أرواح الأبرياء ولم يكن هناك فساد ولا رشوة وتم إنشاء دولة حضاريه من الطراز الأول تحفظ فيها حرية المواطن ويعرف كل مسؤول ان هناك من يراقبه ويحسب عليه أخطاءه وبالتالي سيحاول أن يبقى بعيدا عن أي خطأ
يوقعه فريسة في يد منافسيه من بقية الأحزاب.
إضافة لذلك فوجود اكثر من حزب في بيئة صحيه سيبقي كل الأطراف في حالة تنافس للحصول على
 المركز الأول وبذل الجهد وتكريس الطاقات والسهر  للحصول على المركز الأعلى والأفضل
 في نظر الجماهير.
يبقى موضوع الحكام والتحكيم في ملعب الحريه وسأترك للقارئ تخيل هذا الموضوع.

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

لوبي او تكتل


أ. ب. لوبي  او تكتل

محمود الجسري

حضرت مؤخرا اجتماعا للتصويت على اختيار اعضاء لمجلس ما وقد استفدت بعدة فوائد احببت مشاركتها و جمعها
بحيث تكون نواة يضاف عليها و تحدث لاحقا بالمزيد من التفاصيل ان احتاج الأمر.

يوجد مصطلح في اللغه الانجليزية يقال للمرشحين في انتخابات ما او من يبحثون عن وظائف أو يريدون اقناع الغير
 بفكرة او منتج و هو "How to sell yourself"
و المعنى الحرفي له هو ان تبيع نفسك و المعنى المقصود منه كيف تبيع مهاراتك و علمك و خبرتك وتحصل على
 الوظيفه او تفوز بأصوات الجمهور وقناعتهم للحصول على مقعد.

وبما ان الموضوع فيه بيع و شراء و اخذ ورد حسب اللغه فمن الممكن ان يحصل قليل او كثير من الغبن او حتى يتم الغش سواء بالمواراة و عدم قول الحقيقه او التحايل على الاصوات و المتاجره بها عن طريق عمل تكتلات سواء المسموح بها او لا حسب القوانين و اللوائح الخاصة بكل هيئه و قد يكون بعض المرشحين شديد الهمة بالعمل ذكيا مخلصا ولكنه ليس قويا بالخطاب و البلاغة و قد يكون العكس فيكون المرشح ماهرا بالكلام  بحيث يغطي على البقيه و قد قال عليه الصلاة و السلام إن من البيان لسحرا و هذا طبيعي من ما خلق الخالق فينا من صفات بعضها اقوى من بعض و ما عمل كل شخص على تطويره في نفسه عبر السنين.

لقد كانت جلسة الانتخاب الأخيره درسا جيدا جدا بالنسبة لي و قد تعلمت الكثير و اشعر وقد اكون مخطئا ان الأعضاء الذين صوتوا بدون معرفة المعلومات التي سأذكرها هنا من الممكن يكون حصل معهم نوع من الغبن او نوع من نقص المعلومه و كان يجب تعريفهم بمزايا و عيوب طرق التصويت و التعريف بدقة ووضوح اكبر قبل متابعة التصويت.

كلمة lobby تعني تجمع او تكتل للتأثير على التصويت لمرشح على منصب معين و بالنسبة للتكتلات او التجمعات
 فهي انواع فمنها ما هو التكتل على المستوى الفردي حيث  أن كل مرشح يسعى بتعريف نفسه سواء لأفراد
 او مجموعات و معرفة توجههم ورغباتهم و صياغة اهدافه بما يناسبهم و استمالتهم بشتى الواسئل المتاحه المباحه
و هذا برأيي الشخصي النوع الشريف النزيه من التجميع و الاستماله "اللوبينغ"  الذي لا يورث في العادة اي تبعات
 او مورثات  في المجلس او الهيئه بشكل عام.

النوع الثاني هو تجمع مرشحين و عمل لوبي لتبادل الاصوات و الترشيحات بشكل جماعي يعني مثلا فلان من المرشحين يعد الاخر انه سيعطي الاخر 6 اصوات مقابل 6 و يتم اخذ مواثيق او وعود و غيره و بالتالي كل منهم يطلب من مرشحيه المقربين المضمونين ان يصوتوا له و لعدد معين من الاشخاص الذين تم التنسيق معهم مسبقا.
هذا النوع من التجمعات عليه عدد من الملاحظات و هي

1- أنه  يشوش على الاصوات المستقله الجديده و يطغى عليها وقد يأنفوا ان يقوموا بمطالبة من معهم من مؤيدين على التصويت لشخص  بطريقة عمياء لمجرد انهم وعدوه بمبادلة الاصوات.
2-  يعطي الأولويه للفريق السابق لأنهم عملوا مع بعضهم وكونوا صداقات طويله او مصالح مشتركه سواء داخلية او خارجيه و عندهم معرفة سابقه بأصوات بعضهم و قوتها ايضا على حساب المرشحين الجدد و هذا أيضا يظمن لهم الفوز بالمقاعد الأولى التي قد تحوي مزايا اعلى من المقاعد التي تليها.
3-   هذه الطريقة ايضا تطغى على موضوع ديمقراطيه الجماهير وتجعل المرشحين يعملوا لكسب اصوات بعضهم البعض بدل العمل الفعلي لكسب صوت الشعب و تحقيق اهداف الاشخاص المصوتين لأن السعي وراء 10 اصوات مثلا و كسبها في جلسة واحده  مع شخصين على فنجان قهوة اسهل كثيرا من التفاعل مع اعداد كبيره من الاعضاء الذين قد يصوتوا و قد لا يصوتوا.
4- قد ينكث احدهم بوعده و يحصل خيانه بعدم التصويت لاستبعاد شخص او تخفيف مرتبته و هنا سيحصل ضغينه و حقد بين الأعضاء و هذا أخر ما يريده أي شخص غيور على المصلحة العامه في أي هيئة.
إضافة لما سبق رأيي الشخصي انه غالبا ما يتم عمل هذه التحالفات و التكتلات في ما يطلق عليه اسم بيًت بلًيل
 او حيك في الخفاء او اللعب وراء الكواليس و ما شابهها من مصطلحات فلم لا نحرص ان نكون تحت الشمس
 و نحيك أمام الملأ بما اننا لا نعمل عيبا ونلعب امام الكواليس و ليس خلفها.
 وايضا تفضيلي الشخصي ان لا يتم تبادل الأصوات كأوراق الشده او لعبة المونوبولي اذا اردنا ابراز الوجه الحضاري
 في الهيئه للجميع.

يمكن التحكم بهذه الامور عن طريق طلب التصويت لعدد محدد من الاشخاص فقط  بحيث يكون هذا العدد اقل من
 نصف المرشحين للقياده و هذا سيحدد هذه المشكلة بشكل كبير. و كمثال للتوضيح اذا كان المرشحين ثمانيه فيطلب
 من كل عضو ان يصوت لثلاثة فقط لا اقل حتى يتم تشجيع مرشح الشخص الواحد لأن يبحث عن اثنين إضافيين
 مؤهلين للمنصب و لا اكثر حتى لا يسمح لتكتلات كبيره  و هذا سيحد من المشاكل التي تم ذكرها بشكل كبير
 و سيعطي فرص اكبر لجميع الشرائح.  

وقد يحصل أشكال إضافية من التكتلات و سأبحث في الموضوع و سيتم التحديث هنا إن وجدت إضافات مفيده لكل
من يبحث في هذا الأمر. 

و اعتقد انه يجب على اي شخص منسق و محكم او لجنة تنسيقيه الابتعاد عن الانضمام او تشجيع اي تكتل فوق اخر من
 باب النزاهة وأن يكونواعلى حياد تام و لا بدخلو في موضوع اللوبينغ المباح للأعضاء الذي قد يضعهم في موقع شبهة
 او يسبب ضغائن. 

 نقطة التصويت و تحديده بعدد معين كنصف عدد المرشحين المطلوبين او اقل  امر قد يغيب عن كثير من الاعضاء كما
 غاب عني في البدايه ويجب شرحه   بتفصيل  عند اجراء انتخابات تتطلب هذه الطريقه من التصويت.
و النقطة الاخيره هي ان هذه الامور قد تعود بالضرر على المجلس ان لم يتم تداركها و يتم تغطيتها بلوائح واضحه تبين القوانين و اسبابها و الحكمة منها و ما هو المسموح و الممنوع من اشكال التكتل و الاستماله.



بعد نقاش مع بعض المهتمين اصر احدهم ان النوع الثاني هو تأمر و ليس تكتل و ننتظر المزيد من الأراء

عندما يبدأ الفساد بحسن النيه

عندما يبدأ الفساد بحسن النيه

محمود الجسري

كم شهد التاريخ من مواقف مدمره بدأت بفعل عن حسن نيه الفاعل ثم حاد عن الصواب ووقع في المحظور وبرر موقفه ب الغايه تبرر الوسيله خاصة اذا كانت الهدف نبيلا؟
على سبيل المثال لا الحصر كم من المعارك تمت باسم توحيد الصف و الكلمة ثم مات نتيجتها المئات و الالوف و هدمت ملوكا و طوائف و كان القصد منها توحيد الرايه و جمع الرماح و توحيدها في حزمة وكانت النتيجه انها كسرت بعضها البعض و تمت الفرقه بنية الوحدة.
 و كم ملك او رئيس عبر العصور القديمة و الحديثه تولى الملك على عجل بطريقة غير قانونيه باسم ضم الصفوف و توحيد الكلمة و الرأي وقد يكون الذي تولى الأمر ليس اهلا له او حتى قد يكون فاجرا و يقود امته و شعبه الى هلاك و لكن السلطه اغرته و عرش الملك  قد اغواه  و جعله يتصرف بأمور خطيره عليه و على الاف او ملايين البشر بطريقة غير واضحه تشوبها الشهوة و يعكرها اقناعه لنفسه او اقناع الغير له بأ ن كل ما يتم القصد فيه الاصلاح حتى و لو تم من خلاله الحياد عن الشرائع و القوانين لفتره بسيطه كاستثناء ثم العوده لجادة الصواب بعد تمام الامر و استكماله و لكن في الغالب يكون من بدأ و استخدم هذه الطريقة قد استمرأها و اعجب بها و قد يستمر بها بعد اقناع نفسه ان هذا كله لسبب وجيه و هدف نبيل سامي و بعض سوء الفعل بحسن النيه مبرر للغاية العظمى و الهدف الاعلى.
و تكون الطامة الكبرى عندما يحصل هذا من قبل الشخص المؤتمن الذي غالبا لن يعود الأمر عليه بنفع كبير و لكنه اتبع هواه و سقط في الخطأ الذي يكون كالرمال المتحركه كلما حاول الحركة فيه اكثر كلما غاص و علق بشكل اكبر.

يذكر التاريخ  تناحر و تقاتل اثنان و عشرون من الملوك و امراء المؤمنين فترة ملوك طوائف الأندلس و إتباع بعضهم مبدأ الغايه تبرر الوسيله حتى قبل ولادة ميكافيللي و في الأصل كان البعض منهم يهدف لتوحيد الرايه و لم الشمل حتى لو حصل ضروره الاستعانه بجيوش الطامعين من الامارات المجاوره فالأمر مبرر و الأصل حسن النيه و لكنه عاد بالضرر و الفونسو السادس كان المستفيد الأكبر و الفرقه في ذلك الوقت سببت حرقة في قلوب الناس حتى يومنا هذا.

و على ذكر ميكافيليي احب ان اذكر ان المنطق العام المقبول لدي في موضوع اتباع مبدأ  الغايه تبرر الوسيله انه يكون مباحا عندما تكون الغايه و الوسيله شريفتان فإن كانت الغايه شريفة و الوسيله محرمة فقد تكون جريمه و ان كانت الغاية محرمة و الوسيله شريفة فقد تكون جريمة اكبر و عذر اقبح من ذنب.

عندما تخطئ الحكومات في الدول المتقدمه يتم نشر الخطأ في الصحف و من الممكن بإسم حرية الوصول للمعلومات طلب تفاصيل اضافيه عن الخطأ لأنه من وجهة نظرهم عندما لا تخبر احدا الحقيقه التي يبحث عنها تكون قد سرقتها منه  و السرقة جريمه و كذلك الحال في معظم امورهم من تنظيم للانتخابات و غيرها حتى انه من شروط التجنس في هذه الدول معرفة كيف عمل الحكومه و القوانين  و التصويت بدقه و هذا يمكن اعتباره كتعليم للوسيلة التي ستوصلهم للغايه المنشوده  و عندما يكون لشعب او حتى طلاب في فصل صغير هدف و غايه و لا يعلمهم المدرس المسؤول الوسيلة المثلى للوصول لهذه الغايه فمن يعتبر المقصر؟

في الختام اذكر نفسي و القارئ الكريم انه يجب توخي الحرص في البعد عن استخدام اي باطل حتى لو كانت الغايه
هي الوصول الى حق لأن الأولى استخدام الحق في الوصول الى الحق و إن الباطل كان زهوقا.

الخميس، 8 سبتمبر 2011

عن مصادر الشرعيه

عن مصادر الشرعيه
محمود الجسري

لكل مجموعة من البشر قوانين بداية من الاسره والقوانين و الاعراف المتبعه في المنزل الى الحي فالمدينه ككل و من ثم تأتي الدولة والقوانين الدوليه و يوجد ايضا قوانين دينيه لكل دين و قوانين فيزيائه تحكم الحركه وغيرها و هناك ايضا القوانين الكونيه التي جعلهاخالق الكون مسارا لترتيب و تسيير حركة الكون ككل.

القوانين التي تم وضعها من قبل الناس توجب ان يوجد لكل قانون مصدر تشريع واذا كان القانون متوافقا مع الفطرة السليمة والرأي العام فنادرا ما يتم السؤال عن مصدر هذا القانون او البحث في شرعيته و محاولة تغييره و مع مرور الأيام وتقادم الزمن يعتاد معظم الناس على تنفيذ هذا القانون لمجرد العاده و يتقدم الوقت و يحصل الكثير من المتغيرات من العديد من النواحي الاجتماعيه و الثقافيه والعلميه و غيرها و يبقى القانون كما هو و قد يكون قد حاد عن مسار الفطره السليمة أو الرأي العام و أصبح عرفا او عادة يتمسك بها الكثير بدون معرفة اصولها و سببها.

عرف المفكر الاجتماعي والاقتصادي ماكس ويبر ثلاثة من مصادر التشريع الإنسانيه هي:

- السلطة الكاريزميه و تعتمد على "كاريزما" الزعيم او قوة شخصيته وتأثيره على مرافقيه و شعبه
- التقاليد المتبعه حيث يتقبل الناس ما مشى عليه ابائهم و اجدادهم و المجتمع من تقاليد و عادات عبر وقت
 و زمن طويل و قد يصدر عن هذه النظام الملكي و غيره
- السلطة القانونيه العقلانيه التي تنبع من مفهوم التقبل الشعبي الواسع لقوانين و دستور متفق عليه و منها
 نشأت الديمقراطيه التمثيليه و غيرها

طبعا المصادر التي ذكرها المفكر في ذلك الوقت من اكثر من 100 سنه كانت تدل على تقبل و رضا من الجمهور او الشعب لمصادر التشريع و لكن لا اعرف ما رأي السيد ويبر الذي توفي من اكثر من 90 سنه عن رأيه في ما حصل في الجمهورية السوريه عام 2000 من تغيير للدستور في دقائق ووضع رئيس بدون الأخذ بالاعتبار اي من المصادر التي ذكرها ولكن هذا موضوع اخر.
ما ذكرته سابقا ذكرني بقصة القرود التي وضعت في قفص و تم تعليق موز في اعلى القفص و كلما حاول احدها الوصول للموز كان يتم رش الجميع بالماء البارد حتى درجت العادة ان لا يصعد احد للموز و عندما تم استبدال قرد بقرد خارجي منعه البقيه من الوصول للموز حتى بدون ماء و ضربوه و استمرتهذه العادة حتى بعد استبدال جميع القرود و بقيت القرود تمنع بعضها من الوصول للموز كعرف او عادة بدون ماء بارد او عقاب.
و من الملفت للنظر اننا نشاهد الان وضع مشابه جدا لهذا في سوريه مع عدم تشبيه المتظاهرين و المطالبين للحريه بالقرود لأنهم هم المتغير الجديدو نترك للشبيحه و الابواق والمحبي للضرب الحكم على نفسهم.

  اختم مقالي بأن الخالق عز و جل قد وهبنا عقولا حتى نعرف كيف نتعامل و نتغير مع ما يحصل حولنا و يجب علينا التوقف والتساؤل عندما لا يتوافق أي قانون وضعناه مع المنطق العاقل و الفطرة السليمه وأن نسأل من وضع هذا القانون، و لماذا وضع و هل تطبيقه يعطي نفس النفع و الفائدة التي حصلت حين تم وضعه؟ و اخيرا هل هذا القانون وضعه شخص او وافق عليه الاغلبيه و كان امرهم شورى بينهم؟