الأربعاء، 5 أغسطس 2020

مفارقات شارع الواتساب

إن شبهنا أو تخيلنا أن مجموعة واتس "عامة" ،تحوي مائة شخص أو أكثر، بأنها حي أو شارع ففي ما يلي بعض ما  يحصل يوميا في هذا الشارع من مواقف وطرائف بعضها يحتاج للتفكر قليلا:

- أحدهم يخرج من نافذة بيته ليصبح أو يمسي على جميع من في الشارع. 
- يلحقه أخر بعد عدة ساعات ليصبح أيضا أو يمسي على الجميع نظرا لاختلاف الوقت لديه. 
- شخص يلقي نكته عبر مكبر للصوت ليسمعه جميع أهل الحي (وغالبا تكون سمجة بالنسبة لبعض سكان الشارع الأخرين نظرا لتفاوت الأمزجة والأوقات والظروف). 
- بعد ساعتين  يضحك صديق الذي ألقى النكته أمام الجميع ويرسل "ستيكر" ضاحك. 
- شخص يبيع أو يسوق لعمله وبضاعته ومحله وأخر يسأله عن السعر وربما يفاصله أمام الجميع. 
- أحد سكان الشارع يدخل في حالة طرب ويشارك الجميع بمقطع لفنان منكر الصوت يقوم ببعض الحركات الغريبة.
- جاره الذي يسكن في أخر الشارع يكون في حالة خشوع وتعبد ويرسل رسالة تحوي مقاطع أيات من القرأن الكريم أو أحاديث. 
- عطار الشارع يوزع وصفات مجانية على الجميع تشفي كل العلل بما فيها الأرق وتجعل الكهل شابا وتقوم النائم وتهديء الذي به صرع وتشفي من البواسير والمواسير ومتوفرة بكل بساطة في الخل والبقدونس والفول والبصل والثوم وبعضا من اليانسون وغيرها ولكن يجب ان تتبع خلطته بالتفصيل. 
- شخص جائع يفكر بالعشاء يرسل وصفات أو مقاطع فيديو لبوراك أو ما شابهه تحوي مناظر طعام لذيذة لإثارة الشهوات والرغبات وتحريك المعدة عند البقية. 
- صاحب محل شاورما في شارع قريب يقوم بإرسال دعاية مع عرض خاص للجميع. 
- شخص يتمشى بصمت في الشارع ويتفرج بدون إصدار أي صوت. 
- مخبر الحي يتابع أيضا بصمت لمعرفة من يتكلم في السياسة وتصنيفه ثم كتابة التقارير عنه. 
- شاب متحمس جدا لكل خبر سواء سياسي أو حوادث يجري كحامل الجرائد يصرخ في الشارع ويشارك تلك الأخبار كل عدة دقائق. 
- الحكيم الذي يلقي حكما على سكان الحي أغلبها قص ولصق وصلته من أصدقائه. 
- صاحب "الجمعة المباركة" الذي يظهر كل  يوم جمعة ليعلنها مباركة للجميع ثم يختفي. 
- صديقان في حوار خاص بصوت عالي امام الجميع أو عدوان يتشاجران أمام الجميع أيضا.  
- "بلطجي" أو "مشكلجي" الحارة الذي يعارض كل الأشخاص  في الشارع ويفتعل جدالا أو شجارا. 
- الشخص الشاعري الذي يرسل قلوب وورود للجميع تعليقا على ما قالوه. 
- حوار عائلي تم إذاعته على الشارع كله بالخطأ. 
- محلل سياسي لا يترك كبيرة أو صغيرة حول العالم إلا ويحللها لأصحاب الحي. 
- عابر سبيل يتمشى بصمت في الشارع ولكنه لا يتفرج على اي شيء مما يجري حوله. 
- شخص يحاول أن يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة لكه غالبا لا يلقى اهمام من أغلبية الحي لانشغالهم بزحام الشارع. 
- أحدهم يشارك نعوة أحد الأشخاص في حي قريب والجميع يبدأ بالتعزية (حتى بدون وجود ذوي المرحوم معهم)
- في الشارع يوجد ذلك الشخص الذي يحب مشاركة صوره مع جميع أعضاء الحي كل يومين. 
- أحد سكان الشارع يعرض فيدوهات لا معنى لها ولا فائدة منها قد تحوي صور ومقاطع لحيوانات تقوم بأعمال غريبة أو أصوات خراف وماعز مع موسيقى ظنا منه أنه يضيف محتوى ولإظهار أنه مشارك نشيط أمام المختار. 
- الجالس في قهوة الشارع يرسل صورة فنجان القهوة مع وردة او صينية مذهبة وقطعة شوكولا كل ما شرب قهوته وجاره في الطاولة المجاورة كهل متقاعد يحرص أن لا يترك أي خبر او رسالة تمر عليه إلا ويرسلها لكل سكان الشارع وحتى الشوارع المجاورة قبل مغادرة المقهى في  أخر اليوم وهو مرتاح البال. 
- المحفز النفسي الذي يرسل مقاطع بها موسيقى هادئة وأقمار وبحار وأنهار ونصوص تخبرك ان كل شيء سيكون على ما يرام وأنك تستطيع التغلب على كل مصاعب الحياة بعد مشاهدة المقطع كاملا. 
- مختار الحي (الأدمن) إما يحاول ضبط الشارع وربما سيخسر بعض الصداقات لحزمه أو يكون ضمن أحد الفئات المشاركة أعلاه وربما يشارك في تشتيت انتباه الحي وإضاعة وقت جميع السكان متجاهلا المسؤولية الدينية والاجتماعية ومحابيا لأصدقائه حتى لو شاركوا أتفه أنواع المحتوى. 
- درويش الحي يضع مقاطع وأدعية غير مدققة وأحاديث ملفقة واذا جرفه الحال وضع فيديو لأخر"حضرة" لشيخه وأصحابه. 
- صاحب الجريدة الحكومية في الشارع الذي همه ،حسب الأوامر، إشغال الناس بما فعلته الحكومة الكريمة من إنجازات أوالتحول لذباب الكتروني وإشغالهم بأي أخبار لتشتيت فكرهم عن أخطاء الحكومة ومشاكلها وفسادها. 
- شخص يخاف على نفسه وماله في الحي يهاجر تاركا الشارع كله لأن أحد المارة كان قد شتم الديكتاتور الحاكم. 
- شخص أخر غادر بسبب أنه تلقى عرض مختار (أدمن) في شارع أخر منافس. 
- حكواتي الحي يوزع قصصا حقيقية وخيالية على الجميع. 

هناك طبعا الكثير غيرهم من الأمثلة الإيجابية ولكن وجب التنبيه على الأمثلة التي يجب الانتباه لها والانتباه منها وطبعا المسؤولية الأولى ،من وجهة نظري، هي على إدارات هذه المجموعات التي تسمح بضياع وقت الناس وتشتيتهم وأذكرهم أنهم محاسبون يوما ما.
هناك مسؤولية أيضا على من يعرف أضرار ومفاسد هذا التشتت والضياع ولا ينبه سكان الحي عليه ويفضل الهروب من هذه المجموعات بدل البقاء وإدامة التذكيربهذه المضار. 
 قالوا قديما "قل لي من تصاحب أقل لك من أنت" وأضيف لذلك الأن "أرني مجموعاتك أقل لك من أنت". 
دائما ما نصحني جدي ،رحمه الله،  بالابتعاد عن الشوارع واللعب بها وربما كان هذا أحد أسباب التزامي وحبي لقراءة الكتب التي لاحظت وتأكدت بعد تجربة أنها تفيد في تعميق الأفكار والاستفادة من الوقت اكثر بكثير من قراءة كل تعليقات الواتس والضياع في "ماجرياته" وتشتيت الوقت والذهن والعقل والنفس لذلك أنصح كل عزيز بالابتعاد عن الشوارع كل ما اتيحت الفرصة ومحاولة تصفح كتاب للحصول على صفاء ذهني أكبر وربما سعادة اكثر. 

<br/>

هناك تعليق واحد:

  1. اصبت واجدت في تخيلك لحقيقة نحن غرقى في محيطها وكتبت لها الدواء ولكن هل يمكن في هذا الشارع والحي ان نستاجر دكانا النحو والصرف احيانا تصل التعليقات لأكثر من مئة ثعلب لمن ليس له معرفة بالنحو وهذا ضياع للوقت نقرأ فيه كتابا يهمنا أمره

    ردحذف