عندما يبدأ الفساد بحسن النيه
محمود الجسري
كم شهد التاريخ من مواقف مدمره بدأت بفعل عن حسن نيه الفاعل ثم حاد عن الصواب ووقع في المحظور وبرر موقفه ب الغايه تبرر الوسيله خاصة اذا كانت الهدف نبيلا؟
على سبيل المثال لا الحصر كم من المعارك تمت باسم توحيد الصف و الكلمة ثم مات نتيجتها المئات و الالوف و هدمت ملوكا و طوائف و كان القصد منها توحيد الرايه و جمع الرماح و توحيدها في حزمة وكانت النتيجه انها كسرت بعضها البعض و تمت الفرقه بنية الوحدة.
و كم ملك او رئيس عبر العصور القديمة و الحديثه تولى الملك على عجل بطريقة غير قانونيه باسم ضم الصفوف و توحيد الكلمة و الرأي وقد يكون الذي تولى الأمر ليس اهلا له او حتى قد يكون فاجرا و يقود امته و شعبه الى هلاك و لكن السلطه اغرته و عرش الملك قد اغواه و جعله يتصرف بأمور خطيره عليه و على الاف او ملايين البشر بطريقة غير واضحه تشوبها الشهوة و يعكرها اقناعه لنفسه او اقناع الغير له بأ ن كل ما يتم القصد فيه الاصلاح حتى و لو تم من خلاله الحياد عن الشرائع و القوانين لفتره بسيطه كاستثناء ثم العوده لجادة الصواب بعد تمام الامر و استكماله و لكن في الغالب يكون من بدأ و استخدم هذه الطريقة قد استمرأها و اعجب بها و قد يستمر بها بعد اقناع نفسه ان هذا كله لسبب وجيه و هدف نبيل سامي و بعض سوء الفعل بحسن النيه مبرر للغاية العظمى و الهدف الاعلى.
و تكون الطامة الكبرى عندما يحصل هذا من قبل الشخص المؤتمن الذي غالبا لن يعود الأمر عليه بنفع كبير و لكنه اتبع هواه و سقط في الخطأ الذي يكون كالرمال المتحركه كلما حاول الحركة فيه اكثر كلما غاص و علق بشكل اكبر.
يذكر التاريخ تناحر و تقاتل اثنان و عشرون من الملوك و امراء المؤمنين فترة ملوك طوائف الأندلس و إتباع بعضهم مبدأ الغايه تبرر الوسيله حتى قبل ولادة ميكافيللي و في الأصل كان البعض منهم يهدف لتوحيد الرايه و لم الشمل حتى لو حصل ضروره الاستعانه بجيوش الطامعين من الامارات المجاوره فالأمر مبرر و الأصل حسن النيه و لكنه عاد بالضرر و الفونسو السادس كان المستفيد الأكبر و الفرقه في ذلك الوقت سببت حرقة في قلوب الناس حتى يومنا هذا.
و على ذكر ميكافيليي احب ان اذكر ان المنطق العام المقبول لدي في موضوع اتباع مبدأ الغايه تبرر الوسيله انه يكون مباحا عندما تكون الغايه و الوسيله شريفتان فإن كانت الغايه شريفة و الوسيله محرمة فقد تكون جريمه و ان كانت الغاية محرمة و الوسيله شريفة فقد تكون جريمة اكبر و عذر اقبح من ذنب.
عندما تخطئ الحكومات في الدول المتقدمه يتم نشر الخطأ في الصحف و من الممكن بإسم حرية الوصول للمعلومات طلب تفاصيل اضافيه عن الخطأ لأنه من وجهة نظرهم عندما لا تخبر احدا الحقيقه التي يبحث عنها تكون قد سرقتها منه و السرقة جريمه و كذلك الحال في معظم امورهم من تنظيم للانتخابات و غيرها حتى انه من شروط التجنس في هذه الدول معرفة كيف عمل الحكومه و القوانين و التصويت بدقه و هذا يمكن اعتباره كتعليم للوسيلة التي ستوصلهم للغايه المنشوده و عندما يكون لشعب او حتى طلاب في فصل صغير هدف و غايه و لا يعلمهم المدرس المسؤول الوسيلة المثلى للوصول لهذه الغايه فمن يعتبر المقصر؟
في الختام اذكر نفسي و القارئ الكريم انه يجب توخي الحرص في البعد عن استخدام اي باطل حتى لو كانت الغايه
هي الوصول الى حق لأن الأولى استخدام الحق في الوصول الى الحق و إن الباطل كان زهوقا.
هي الوصول الى حق لأن الأولى استخدام الحق في الوصول الى الحق و إن الباطل كان زهوقا.
اخ محمود بداية جيدة جدا وموضوع مهم جدا
ردحذفيذكرنا بضرورة التفكير جيدا قبل استخدام المبررات والاعذار