الاثنين، 12 سبتمبر 2011

عندما يبدأ الفساد بحسن النيه

عندما يبدأ الفساد بحسن النيه

محمود الجسري

كم شهد التاريخ من مواقف مدمره بدأت بفعل عن حسن نيه الفاعل ثم حاد عن الصواب ووقع في المحظور وبرر موقفه ب الغايه تبرر الوسيله خاصة اذا كانت الهدف نبيلا؟
على سبيل المثال لا الحصر كم من المعارك تمت باسم توحيد الصف و الكلمة ثم مات نتيجتها المئات و الالوف و هدمت ملوكا و طوائف و كان القصد منها توحيد الرايه و جمع الرماح و توحيدها في حزمة وكانت النتيجه انها كسرت بعضها البعض و تمت الفرقه بنية الوحدة.
 و كم ملك او رئيس عبر العصور القديمة و الحديثه تولى الملك على عجل بطريقة غير قانونيه باسم ضم الصفوف و توحيد الكلمة و الرأي وقد يكون الذي تولى الأمر ليس اهلا له او حتى قد يكون فاجرا و يقود امته و شعبه الى هلاك و لكن السلطه اغرته و عرش الملك  قد اغواه  و جعله يتصرف بأمور خطيره عليه و على الاف او ملايين البشر بطريقة غير واضحه تشوبها الشهوة و يعكرها اقناعه لنفسه او اقناع الغير له بأ ن كل ما يتم القصد فيه الاصلاح حتى و لو تم من خلاله الحياد عن الشرائع و القوانين لفتره بسيطه كاستثناء ثم العوده لجادة الصواب بعد تمام الامر و استكماله و لكن في الغالب يكون من بدأ و استخدم هذه الطريقة قد استمرأها و اعجب بها و قد يستمر بها بعد اقناع نفسه ان هذا كله لسبب وجيه و هدف نبيل سامي و بعض سوء الفعل بحسن النيه مبرر للغاية العظمى و الهدف الاعلى.
و تكون الطامة الكبرى عندما يحصل هذا من قبل الشخص المؤتمن الذي غالبا لن يعود الأمر عليه بنفع كبير و لكنه اتبع هواه و سقط في الخطأ الذي يكون كالرمال المتحركه كلما حاول الحركة فيه اكثر كلما غاص و علق بشكل اكبر.

يذكر التاريخ  تناحر و تقاتل اثنان و عشرون من الملوك و امراء المؤمنين فترة ملوك طوائف الأندلس و إتباع بعضهم مبدأ الغايه تبرر الوسيله حتى قبل ولادة ميكافيللي و في الأصل كان البعض منهم يهدف لتوحيد الرايه و لم الشمل حتى لو حصل ضروره الاستعانه بجيوش الطامعين من الامارات المجاوره فالأمر مبرر و الأصل حسن النيه و لكنه عاد بالضرر و الفونسو السادس كان المستفيد الأكبر و الفرقه في ذلك الوقت سببت حرقة في قلوب الناس حتى يومنا هذا.

و على ذكر ميكافيليي احب ان اذكر ان المنطق العام المقبول لدي في موضوع اتباع مبدأ  الغايه تبرر الوسيله انه يكون مباحا عندما تكون الغايه و الوسيله شريفتان فإن كانت الغايه شريفة و الوسيله محرمة فقد تكون جريمه و ان كانت الغاية محرمة و الوسيله شريفة فقد تكون جريمة اكبر و عذر اقبح من ذنب.

عندما تخطئ الحكومات في الدول المتقدمه يتم نشر الخطأ في الصحف و من الممكن بإسم حرية الوصول للمعلومات طلب تفاصيل اضافيه عن الخطأ لأنه من وجهة نظرهم عندما لا تخبر احدا الحقيقه التي يبحث عنها تكون قد سرقتها منه  و السرقة جريمه و كذلك الحال في معظم امورهم من تنظيم للانتخابات و غيرها حتى انه من شروط التجنس في هذه الدول معرفة كيف عمل الحكومه و القوانين  و التصويت بدقه و هذا يمكن اعتباره كتعليم للوسيلة التي ستوصلهم للغايه المنشوده  و عندما يكون لشعب او حتى طلاب في فصل صغير هدف و غايه و لا يعلمهم المدرس المسؤول الوسيلة المثلى للوصول لهذه الغايه فمن يعتبر المقصر؟

في الختام اذكر نفسي و القارئ الكريم انه يجب توخي الحرص في البعد عن استخدام اي باطل حتى لو كانت الغايه
هي الوصول الى حق لأن الأولى استخدام الحق في الوصول الى الحق و إن الباطل كان زهوقا.

هناك تعليق واحد:

  1. اخ محمود بداية جيدة جدا وموضوع مهم جدا
    يذكرنا بضرورة التفكير جيدا قبل استخدام المبررات والاعذار

    ردحذف