الأحد، 19 أغسطس 2018

أنت و الذكاء الاصطناعي

أنت والذكاء الاصطناعي



كيف تبدأ (ي) - كشخص عادي وغير تقني - بتوظيف الذكاء الاصطناعي والاستفادة منه؟ ولماذا يجب فعل ذلك بسرعة؟
سأجيب أولا عن الشطر الثاني من السؤال لأنه الأهم.

في بدايات ظهور التلفاز ، كان بعض العجائز يظنون أن الناس التي تظهر على الشاشة يمكنهم رؤيتنا كما نراهم. كانت الفكرة مثيرة للضحك وكان الشباب الصغار يهزأون منهم - كانت من الممكن أن تكون فكرة استشرافية مستقبلية عن محادثة الفيديو المباشر المنتشرة الأن – ولكنها في ذلك الوقت كانت مؤشر على جهل أولئك العجائز بالتقنية وعدم ثقتهم ومعرفتهم بها.

تخيل نفسك تعيش في بدايات عصر سابق حصل به اختراع جديد أو ألة جديدة (سيارة مثلا أو جهاز الكمبيوتر في بداياته أو حتى بعض الأجهزة البسيطة التي نستخدمها في حياتنا اليومية) وبدأ العالم كله  في التفاعل مع هذه الأجهزة ولكنك لم تتابعها أو تتفاعل معها فماذا سيحصل عند مواجهتك لهذه التقنية؟.

مع تسارع التقنية الذي لم يسبق في التاريخ البشري المكتوب وبعد فترة بسيطة ستجد نفسك متأخرا في استيعاب ما يحصل وسيكون التأقلم أصعب وقطعا ستخسر الكثير من المزايا والاستفادة منها خاصة إن كانت غير مكلفة بشكل كبير (كتكلفة شراء حاسب قبل عشرين سنة مثلا).

أما إذا كان عندك أطفال ومراهقين فالموضوع يزداد أهمية فهم بحاجة أكبر للتعامل مع الذكاء الاصطناعي والتفاعل معه لأنه سيكون جزءاً كبيرا من مستقبلهم.

للإجابة عن كيفية التفاعل مع الذكاء الاصطناعي فالبداية المقترحة هي أن تقتني إحدى السماعات الذكية المتوفرة في الأسواق و(غوغل هوم – أمازون ايكو – أبل) ويتصدرها – من وجهة نظري - غوغل هوم.

هذه السماعات الذكية أو المساعدات الشخصية التي يتراوح سعرها من 60 الى 70 دولار تعمل على التقاط أوامر محددة وإرسالها لمركز الذكاء الاصطناعي الخاص بكل شركة الذي يحلل الأوامر وترسل الردود في أجزاء من الثانية لملايين من البشر.

بدأت هذه المساعدات الشخصية بعدة أوامر تفاعلية بسيطة ثم تجاوز حاليا عدد الأوامر بتقديري ال 200 أمر ومن الملاحظ أن هناك مئات الجهات والشركات التي تعمل على تطوير تطبيقات إضافية بحيث أتوقع وصول الأوامر والتطبيقات لعشرات الآلاف خلال سنوات قليلة كما هي تطبيقات أجهزة الهواتف الذكية الحالية.

أخيرا ماذا يمكن لهذه الأجهزة أن تفعل؟ وما هي تلك الأوامر التي يمكن إصدارها لها؟

في ما يلي بعضها حيث لا يتسع المجال لسردها كلها هنا:

- تحديد موعد للتذكير سواء موعد عمل أو تناول دواء أو منبه عام ، الاتصال (بها هاتف منفصل عن هاتفك VOIP) ، البحث الصوتي المباشر عن أي معلومة ، تشغيل موسيقى ، الترجمة من وإلى عدة لغات ، التحكم بتشغيل التلفاز أو الإضاءة أو الأجهزة الكهربائية (يلزمها إضافات لذلك) ، أسعار العملات والأسهم ومعرفة التوقيت لكل دولة ، مسابقات تعليمية للكبار والصغار ، طلب أخر الأخبار ومعلومات الطقس ، تشغيل محطات الراديو المحلية ، طلب معرفة ساعات العمل لأي محل أو الاتصال بأقرب مطعم ، معرفة مدى ازدحام الطريق ، معرفة أين هاتفك والاتصال به ، استخدامه كألة حاسبة صوتية ، فتح الباب أو إقفاله (تحتاج أجهزة إضافية) وغيرها الكثير مما يستحق تجربته ومتابعته.

التعامل مع هذه الأجهزة منذ وقت مبكر سيبني منطق معين عند الأصغر سنا ولن يجدها شيئا مستغربا عندما تنتشر بشكل كبير في المستقبل القريب حيث أنها ستتصل بكل شيء حولنا ولن يكون هناك أي مفر من التعامل معها في ذلك الوقت ولكن التعامل سيكون إما بخوف وتردد وجهل و إما بثقة ومعرفة وعلم.

هناك تعليقان (2):

  1. مقالة رائعة جدا
    ولكن يبجب أن نعرف بالخطوات كيفية التعامل معها

    ردحذف
    الردود
    1. بكل بساطة اشتر جهاز غوغل هوم ووصله بالشبكة و تكلم معه.

      حذف